بـيـن الـنبوّةِ والإمـامة مَـعقِدُ *** يَـنْـميهِ حـيدرةٌ ويُـنجِبُ أحـمدُ
يَـزدانُ بـالإرثِ الـكريم، فعَزْمةٌ *** مِـن حـيدرٍ.. ومـن النبوّة سُؤدَدُ
فـإذا سـما خُـلُقٌ وطـابت دَوحةٌ *** فـالمرءُ بـينهما الـسَّرِيُّ الأوحدُ
يـا أيُّـها الحسنُ الزكيُّ، وأنت مِن*** هـذه الـمصادر لـلروائع مَـورِدُ
أأبـا مـحمّدَ أيُّـها الـفَرخُ الـذي *** آواهُ مِــن حِـجْر الـنبوّةِ مَـقعدُ
وشَـدَت لـه الـزهراءُ تملأ مَهدَهُ *** نـغـماً غــداةَ تَـهزُّهُ وتُـهَدهِدُ
ورَعَـته بـالزادِ الـكريم عِـنايةٌ *** لـلـه تُـغـدِقُ بـالكريم وتَـرفِدُ
عَـيناهُ تـستجلي مـلامحَ أحـمدٍ *** وبـسمعهِ الـوحيُ الـمبينُ يُـردِّدُ
ويَـربُّهُ الـمحرابُ وهـو مُطوَّقٌ *** عـنُقُ الـنبيّ غَـداةَ فـيه يسجدُ
وتَـشُدُّ عـزمتَه مـلاحمُ لـلوغى حُـمْرٌ.. أبـوه بـها الهِزَبْرُ المُلْبِدُ
زَهَتِ النجومُ على سَماكَ، وليس في*** أُفُــقٍ نُـمِـيتَ إلـيه إلاّ فـرقدُ
ولـك الـمواقفُ والـمشاهدُ واحدٌ يـروي.. وآخَـرُ بـالبطولة يَشهدُ
فـبـإصبهانَ ويـومَ قُـسْطنطينةٍ *** مـاضي شَـباكَ لـه حديثٌ مُسنَدُ
والـنهروانُ وأرضُ صِـفّينٍ بـها *** أصـداءُ سـيفكَ مـا تزال تُعرَبِدُ
وأبـوك حـيدرُ، والـحَيادرُ نسلُها *** مِـن سِـنخِها.. وابنُ الحسامِ مُهَنَّدُ
وعَـذَرتُ فـيك الـمُرجِفينَ، لأنّهم *** وُتِـروا.. وذو الـوِترِ المُدمّى يَحقِدُ
قـالوا: تنازلَ لابن هندٍ.. والهوى *** يُـعمي عـن القولِ الصوابِ ويُبعدُ
مـا أهـونَ الـدنيا لديكَ وأنت مِن *** وَكْـفِ الـسَّحابةِ فـي عطاءٍ أجودُ
والـحُـكْم لـولا أن تُـقيمَ عـدالةً *** أنـكى لـديك مِـن الذُّعافِ وأنكدُ
ويَـهـون كـرسيٌّ لـمَن أقـدامُهُ تَـرقى عـلى صدر النبيِّ وتصعدُ
أوَ يـبتغي مـنه الـسيادةَ مَـن لَهُ *** شَـهِد الـنبيُّ وقـال: إنّك سيّدُ ؟!
قـد قـادنا لـلصِّدقِ فـيه مـحمّدٌ *** ومُـذَمَّـمٌ مَـن لـم يَـقُدْهُ مـحمّدُ
يـا مَـن تَـمرُّ به النجومُ وطَرفُهُ *** نـحوَ الـسماء مُـصوِّبٌ ومُصعِّدُ
تَـتناغمُ الأسـحارُ مِـن تـرديدهِ: *** إيّــاك ربّـي أسـتعينُ وأعـبُدُ
يـتلو الـكتاب، فينتشي مِن وعدِهِ *** ويَـهـزُّهُ وَقـعُ الـوعيدِ فـيُرعِدُ
روحٌ بـآفـاق الـسـماءِ مُـحلِّقٌ *** ويــدٌ بـدَينِ الـمُعْوِزين تُـسدِّدُ
وسـماحةٌ وَسِـعَت بُـنبلِ جذورِها *** حـتّـى لـمـروانٍ ومـا يَـتولَّدُ
وجَـرَعتَ أشـجانَ آبنِ هندَ ولؤمَهُ *** كـالـليث إذ يـنقادُ وهـو مُـقيَّدُ
أزجـى إلـيك الـسُّمَّ وهو سلاحُهُ *** ويــدُ الـجبانِ بِـغِيلةٍ تَـستأسِدُ
فـتَقَطَّعت أحـشاك وآنـطفأ السَّنا *** وذَوَت شِـفـاهٌ بـالـكتابِ تُـغرِّدُ
واسـتوحشَ المحرابُ حَبراً طالما *** ألـفاهُ فـي كَـبِد الـدُّجى يـتهجّدُ
يـا تُـربَ طَـيبةَ يـا أريجَ محمّدٍ *** يـا قُـدسُ عـطَّرهُ الـبقيعُ الغَرقدُ
أفـدي صعيدَكَ بالجِنانِ.. وكيف لا *** وبـنو عـليِّ عـلى صعيدكَ رُقَّدُ
حـسنٌ وزيـنُ الـعابدين وبـاقرٌ *** والـصادقُ الـبحرُ الخِضَمُّ المُزبِدُ
أُولاء هُـم عِـدْلُ الكتابِ ومَن بهم *** نـهـجُ الـنبيّ وشـرعُهُ يـتجدّدُ
وهـمُ ذوو قُربى النبيّ.. فويلُ مَن *** قَـتَـلوا بـقتلِهمُ الـنبيَّ وألْـحَدوا
وأبَـوا عـليهم أن يُـشيَّد مَـرقدٌ *** لـهـمُ.. وشُـيِّد لـلتوافهِ مـرقدُ
مـهلاً فـما مُـدِح الـلُّبابُ بقشرِهِ *** والـسيفُ يـبني المجدَ وهو مُجرَّدُ
لابـدّ مِـن يـومٍ عـلى أجسامِهم *** كـمِثالِ أهـلِ الكهف يُبنى مسجدُ
حـيَّتْكَ يـا روضَ الـبقيعِ مشاعرٌ *** قـبلَ الـجِباهِ عـلى تُرابك تَسجُدُ
ورَوَت ثَـراكَ عـواطفٌ جـيّاشةٌ *** وسَـقَت رُبـاكَ مـدامعٌ لا تَـبرُدُ
إقرأ أيضا: قصيدة فجر أطل على رباك فهللي... في ذكرى مولد الإمام الحسن (ع)