يوم مبعث النبي صلى الله عليه وآله ـ وهو السابع والعشرون من رجب ـ ويوم مولد النبي صلى الله عليه وآله ـ وهو السابع عشر من ربيع الأول ـ ويوم دحو الأرض ـ وهو الخامس والعشرون من ذي القعدة ـ ويوم الغدير ـ وهو الثامن عشر من ذي الحجة ، وهو اليوم الذي نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليّا عليه السلام خليفة وإماما للناس ـ لأنّها أيام شريفة أنعم الله تعالى بأعظم البركات ، فاستحب شكره بالصوم فيها.
روى محمد بن عبد الله الصيقل ، قال : خرج علينا أبو الحسن الامام الرضا عليه السلام بمرو في خمسة وعشرين من ذي القعدة ، فقال : « صوموا فإنّي أصبحت صائما » قلنا : جعلنا الله فداك أيّ يوم هو؟ قال : «يوم نشرت فيه الرحمة ودحيت فيه الأرض ونصبت فيه الكعبة » (1).
وسأل الحسن بن راشد ، الصادق عليه السلام ، قال : قلت له : جعلت فداك ، للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال : « نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما » قلت : فأيّ يوم هو؟ قال : « يوم نصب أمير المؤمنين عليه السلام فيه علما للناس ـ إلى أن قال ـ ولا تدع صوم سبعة وعشرين من رجب ، فإنّه اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد صلى الله عليه وآله » (2).
قال إسحاق (3) بن عبد الله العريضي العلوي : وجل في صدري ما الأيام التي تصام ، فقصدت مولانا أبا الحسن علي بن محمد الهادي عليهما السلام ، ولم أبد ذلك لأحد من خلق الله ، فدخلت عليه ، فلمّا بصر بي قال عليه السلام : « يا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهنّ وهي أربعة : أوّلهنّ يوم السابع والعشرين من رجب يوم بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله إلى خلقه رحمة للعالمين ، ويوم مولده صلى الله عليه وآله ، وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول ، ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ، فيه دحيت الكعبة ، ويوم الغدير ، فيه أقام رسول الله صلى الله عليه وآله ، أخاه عليّا عليه السلام ، علما للناس وإماما من بعده » قلت : صدقت جعلت فداك لذلك قصدت ، أشهد أنك حجّة الله على خلقه .