اوضح الدكتور محسن ساغري الأستاذ في جامعة طهران للعلوم الطبية ورئيس الجمعية الطبية النووية الإيرانية، ان قبل الثورة الاسلامية، كانت هناك دول قليلة في العالم تستخدم التكنولوجيا النووية في علاج امراض السرطان، وكان على كل مواطن ايران بحاجة إلى العلاج ان يسافر إلى الخارج لتلقي العلاج بتكاليف باهظة.
وقال ساغري : ربما في تلك الأيام لم يكن أحد يعتقد أنه يمكننا أن نعلن بفخر أن إيران اليوم أصبحت مكتفية ذاتيًا في إنتاج الأدوية المشعة وهي من بين الدول القليلة في العالم التي لديها هذه الصناعة ، على الرغم من اجراءات الحظر الجائرة.
وقال: لن ننسى أنه في العام 2018، تم فرض حظر على شركة بارس ايزوتوب، أكبر مجهز للأدوية المشعة الإيرانية، والتي يعتمد عليها 180 مركزًا للطب النووي في البلاد.
وتابع الاستاذ في جامعة طهران للعلوم الطبية قائلا: في الوقت نفسه ، حذرت الجمعية العلمية الطبية النووية الايرانية على الفور في بيان من أن هذا العمل اللاإنساني سيؤدي إلى وقف الأنشطة التشخيصية والعلاجية المتعلقة بالأدوية المشعة في أكثر من 180 مركزًا للطب النووي في البلاد، تقدم خدمات صحية لأكثر من أكثر من مليون مريض سنويا، حدث ذلك فيما أكدت قرارات الحظر على استبعاد المواد الصيدلانية والزراعية.
ومضى قائلا: ربما كان هذا الخبر وهذا العمل اللاإنساني كافيين للباحثين الإيرانيين ليكونوا مصممين على الاكتفاء الذاتي في هذه الصناعة، بحيث لا نحتاج اليوم إلى استيراد هذه المنتجات، بل أيضًا لتعرف ايران بانها احدى الدول المصدرة للادوية المشعة.
واشار الى ان الخبراء الايرانيين في مجال الطب النووي قدموا مساعدة كبيرة خلال الحرب المفروضة والحظر، وقال: لحسن الحظ، لدينا اليوم 200 متخصص في الطب النووي وهناك العديد من المراكز الطبية في هذا المجال في البلاد.
واشار الى ان الطب النووي يعتمد على ركيزتين أساسيتين ، أحدهما هو الإشعاع والآخر هو المعدات، واذا كان أي منهما غير موجود، فلا يمكن عمليا فعل أي شيء في هذا المجال.
واضاف رئيس الجمعية الطبية النووية الايرانية: لحسن الحظ ، منذ عام 1989 ، نجح زملاؤنا في مركز النظائر المشعة التابع لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية، بتعاونهم معنا، في صنع أحد الادوية المشعة الأكثر استخدامًا ويسمى "تکنسیوم - ۹۹ام" ، وهذا العنصر أصبح اليوم سلعة استراتيجية تصنعها قلة من البلدان، ويتم توفير هذا الدواء لمراكز الطب النووي كل أسبوع ويلعب دورًا مهمًا في الشؤون الطبية.
واردف قائلا: ليس هذا فقط النجاح الذي حققه العلماء الإيرانيون، ولحسن الحظ، تم إنتاج أكثر من ثلاثين مجموعة تشخيصية في البلاد وتصديرها إلى دول أخرى، وعلى الرغم من الظروف غير المواتية واجراءات الحظر، تمكنا من الازدهار في مجال الطب النووي ، ولحسن الحظ لا توجد مشكلة في هذا الشأن.
ومضى الدكتور ساغري: اليوم ، مع زجزد 200 مركز طبي في البلاد ، نحن في المرتبة الأولى في منطقة غرب آسيا من حيث عدد المراكز وعدد الأطباء النوويين.
واضاف: الطب النووي يعد التكنولوجيا الجديدة التي تعد من أكثر الطرق تطوراً في العالم لتشخيص امراض السرطان وخاصة سرطان البروستاتا، وهي الآن مجهزة بمستشفى مسيح دانشوري بطهران، يتم إنتاج الادوية المشعة ومجموعة التشخيص الخاصة بها في البلاد.
وتابع قائلا: لا يوجد أكثر من 12 ماسحًا للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني في البلاد، لكن يمكن استخدام مجموعات جديدة في أجهزة الطيف، وتم إنتاج مجموعة تشخيص الأدوية المشعة hynic-PSMA-11 لوضع العلامات باستخدام التكنسيوم للكشف الخاص بسرطان البروستاتا في ايران لأول مرة في العالم.
واردف الاستاذ الجامعي الايراني: كما أن الدواء الإشعاعي الجديد "Lutishium 177" ، الذي يستخدم لعلاج سرطان البروستاتا كان مفيدًا للغاية، وهو نجاح مهم آخر للعلماء الإيرانيين.
واضاف: قمنا أيضًا بتطوير دواء إشعاعي يستخدم لتشخيص أورام الغدد الصماء والأورام العصبية، ومن ثم يتم علاجها بـ luticium-177. هذه الطريقة تدمر مركز السرطان ولها نتائج جيدة جدا للمرضى.
واضاف رئيس الجمعية الطبية النووية الايرانية: تم انتاج دواء إشعاعي جديد آخر لعلاج سرطان نخاع العظام وهو في مرحلة التجارب السريرية، والذي سيتم استخدامه للعلاج في المستقبل، ومجموعة تشخيص هذا الدواء أيضًا في مرحلة التجارب السريرية، يتم أيضًا إنتاج دواء اشعاعي جديد باسم Radium 68 في البلاد ويمكن تشخيص العديد من أنواع السرطان وعلاجها عن طريق التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
واردف يقول: كان إنتاج فانتوك غاليوم 68، عمل جيد آخر، وقبل الإنتاج كنا نستورده لكن الآن يتم انتاجه في ايران، كما تم استخدام ماسحات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لمعايرة الصور وعرضها بدقة على هذه المادة، والتي يتم إنتاجها الآن في البلاد وهي متاحة للمراكز الطبية.
واكد الدكتور ساغري ان العديد من دول العالم لا تسطيع الوصول إلى هذه التكنولوجيا وشرائها من الدول المتقدمة بسعر مرتفع وتحمل تكاليف باهظة.
واختتم رئيس الجمعية الطبية النووية الايرانية قائلا: نحن سعداء جدًا لأن الطب النووي في ايران استطاع أن يقف على قدميه، واليوم لدينا هذا العلم في البلاد ونحن مكتفون ذاتيًا في مجال إنتاج الأدوية المشعة ومعدات التشخيص، وننتج أي نوع من الأدوية المشعة، ويتم حاليا تصدير هذه المنتجات، وقد أظهر الباحثون الإيرانيون أنهم لا ينتظرون الدول الغربية لتطوير هذه الصناعة.