نجوم في سماء الولاية...العلامة الأميني يودع الدنيا.. مؤلفاته ومخطوطته

الإثنين 6 ديسمبر 2021 - 09:55 بتوقيت مكة
نجوم في سماء الولاية...العلامة الأميني يودع الدنيا.. مؤلفاته ومخطوطته

اسلاميات-الكوثر: في الذكرى السنوية لرحيل صاحب "موسوعة الغدير"، العالم الإيراني الكبير الشيخ عبدالحسين الأميني التبريزي (رض)، التي صادفت السبت الماضي، الثامن والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 1390هـ –1970م ، سوف نتطرق الى رثائه بعد رحيله الى دار الخلود، وعرض لمؤلفاته ومخطوطته.

الأميني يودع الدنيا:

أبتلي العلامة الشيخ الأميني بمرضه الذي لازم بسببه الفراش ابتداء من سنة 1968 م حتى وفاته في الثامن والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 1390ه –1970م في طهران، وأنتقل إلى الرفيق الأعلى ليجد تصديق ما أعده الله له من النعيم المقيم، ونقل جثمانه الطاهر بالطائرة إلى بغداد ، ثم نقل  إلى النجف الأشرف وتم تشييعه هناك تشييعاً مهيباً في الثامن من شهر جمادى الأولى وذلك بحضور الألوف من محبيه وطلبته ومريديه، وبعد أن طيف بالجنازة في حرم أمير المؤمنين الامام علي (ع) أخرجت للصلاة عليها تقدم المرجع الديني الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي وصلى عليه ، ثم رفعت الجنازة لمثواها الأخير في القبر الذي أعده الشيخ لنفسه بجوار مكتبته الخالدة ، وقد أرخ وفاته الشيخ فرج العمران القطيفي بهذين البيتين من الشعر.

قضى الأميني الإمام الشهير * كاتب موسوعة يوم الغدير

لم ينعه الناعي ولكنما * مذ أرخوه :جاء ينعى الغدير

وقد رثاه في قصيدة رائعة ولده الشيخ هادي الاميني في التأبين الذي اقيم له في جامع الهندي في مساء يوم الجمعة 27/ جمادي الاولى/1390ه نقتطف منها بعضاً:

ابا الغدير

ذكراك عادت فعاد الجرح ملتهباً *** ومدمع العلم شجواً ما نضبا

عادت فأحرقت الاحشاء ثانية *** تفيض فينا الاسى والحزن والنوبا

وحجبت وجه صبح الحق من حمم *** عليك حزناً ليقضي بعض ما وجبا

ففي الجوانح نيران مؤججة *** ذابت فلا غرو ان فكري خبا وكبا

كم دمعة سكبت من عين منصدع *** يوماً فقدنا بك الاقلام والكتبا

ابا الغدير نصرت الحق في قلم *** ازال عن وجهه الاوهام والريبا

كم طاف في مكتبات الكون في شغف *** منقباً يقطع البيداء والهضبا

ورواح ينشر سفر المجد متضحاً ***  سر (الولاية) اذا اعطى لها الغلبا

ففي (الغدير) كؤوس الهدي مترعة *** تروى الظماء شراباً سائغاً عذبا

كفى (الغري) بيوم الفخر ان له *** مثل (الاميني) شيخاً طاول السحبا

ذكراك في الكون انسام معطرة *** رفت فأبهجت الاعصار والحقبا

وسوف يرفعها التاريخ مفتخراً *** مدى الزمان بما اعطى وما وهبا

نم فالغدير لآفاق (الغري) سنى *** كالشمس تخترق الافاق والرحبا

المؤلفات المخطوطة والمطبوعة للعلامة الأميني

أ) المخطوطة:

1- تعليقات في اصول الفقه على كتاب (الرسائل) للشيخ الانصاري (قد).

2- تعليقات في الفقه على كتاب (المكاسب) للشيخ الانصاري (قد).

3- ثمرات الاسفار إلى الاقطار.

4- رجال آذربيجان.

5- رياض الانس.

6- العترة الطاهرة في الكتاب العزيز. أو الايات النازلة في العترة الطاهرة.

7- المجالس.

8- المقاصد العليّة في المطالب السنية.

ب) المطبوعة:

أولاُ: التحقيق: كامل الزيارة، لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (ت367ه)، مط المرتضوية - النجف/ 1356ه.

ثانياً: التأليف:

1- ترجمة زيارة أمين الله بالفارسية.

2- ادب الزائر لمن يمم الحائر.

3- سيرتنا وسنتنا.

4- تفسير سورة الفاتحة.

5- شهداء الفضيلة.

6- الغدير في الكتاب والسنة والادب.

مستنسخاته ومطالعاته

 وخلال انشغاله بالبحث والتدريس والمطالعة والتحقيق ، وجد نفسه بحاجة إلى اقتناء بعض الكتب المخطوطة من تراثنا الفكري في البحوث الإسلامية ، ولم يتأت ذلك بالشراء والاستعارة ، فجد في القيام باستنساخ جملة من الكتب التي كان بحاجة إليها آنذاك ، وبذل قصارى جهده في كتابتها بخطه الرائع الجميل ، وأكثرها الآن في مكتبته التي أسسها في النجف الأشرف (مكتبة الإمام أمير المؤمنين (ع) العامة ) وما أن خطا خطوته الأولى في هذا السبيل ( استنساخ النوادر ) حتى أخذ طريقه إلى مكتبات النجف العامة والخاصه ، وراح يقضي بها جل نهاره ، ويستنسخ من نفائسها كراريس لبحثه ، ثم يقوم بتنظيمها في مكتبته الخاصه ، غير مكترث بالعوامل الزمنية من الحر والبرد وما شاكل ذلك . وكان (قده) من بين المتأخرين ممن ادركوا نفائس ما تبقى من مخطوطات المكتبة الحيدرية (الخزانة الغروية) التي تحوي نفائس المخطوطات وسبر محتوياتها ، ووقف على أوراقها المبعثرة بدقة وإمعان .

كما تسنى له مطالعة واستنساخ ما تضمنته سائر مكتبات النجف الأشرف الأثرية الخاصة ، وهي تحتفظ - آنذاك - في خزائنها على أنفس المخطوطات الفكرية ، وأثمن التحف العلمية ، التي كانت في مكتبات السلف الصالح من أساطين العلم ، وجهابذة الفكر ، وعمالقة تلك الجامعة الإسلامية الكبرى وغيرهم من علماء الإسلام .

وبعد أن قضى وطره من مكتبات النجف الأشرف ، أخذ يتجول في مدن العراق الأخرى ، فوقف على الكثير من مكتباتها العامة والخاصة وما تتضمنه من النفائس العلمية والفكرية  وطالعها مطالعة تحقيق وتدقيق .

ثم قصد شطر البلدان الإسلامية العريقة بتراثها الضخم ، التي تدخره في خزائنها العتيدة من كنوز الكتب الخطية النادرة . مبتدئا سفره بالقارة الهندية ، ومن ثم قصد البلد الشقيق سوريا ، واردفه بتطوافه تركيا ومكتباتها العريقة في مدن استانبول ، وانقرة ، وازمير ، وغيرها .

ومن بين اهم مستنسخاته ما يأتي:

1- الاجازة الكبيرة لعلماء الحويزة، للسيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الجزائري (ت786ه).

2- الامالي، لمحمد بن محمد النعمان ابو عبد الله الشيخ المفيد (ت413ه).

3- ايضاح دفائن النواصب، للشيخ ابي الحسن محمد بن أحمد بن علي ابن الحسن بن شاذان الفقيه القمي.

4- جذوة السلام في نظم مسائل الكلام، للشيخ محمد بن طاهر السماوي (ت1370ه).

5- جمل الاداب، وهي منظومة شعرية للشيخ محمد بن طاهر السماوي.

6- خصائص الائمة، للشريف الرضي ابي الحسن محمد بن الحسين الموسوي البغدادي (ت460ه).

7- دعائم الاسلام في معرفة الحلال والحرام والقضايا والاحكام المأثورة عن أهل البيت (عليهم السلام)، للقاضي نعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيون المغربي المصري (ت363ه).

8- الطرف، لرضي الدين ابي القاسم علي بن موسى بن طاووس الحسيني الحلي (ت446ه).

9- كتاب السقيفة، لسُليم بن قيس الهلالي (ت90ه).

10- المزار الكبير، للشيخ ابي عبد الله محمد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي الحائري.

11- المسائل الاربعون الكلامية، للشهيد الاول محمد بن مكي العاملي (ت786ه).

12- نوادر الاثر في أن علياً خير البشر، للشيخ ابي جعفر بن أحمد بن علي القمي نزيل الري.

13- اليقين في إمرة أمير المؤمنين (ع) ، لرضي الدين علي بن موسى ابن طاووس.

وسلام على العلامة الشيخ عبد الحسين الأمين صاحب موسوعة الغدير في الخالدين.

إقرأ أيضا: نجوم في سماء الولاية...العلامة الأميني في زهده وعبادته ونوادر من حياته

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 6 ديسمبر 2021 - 09:49 بتوقيت مكة