وقال رئيس فريق العائلة القانوني غاندي أمين الربعي في تصريح له: "إن الجلسة مهمة، لأنها أكدت أن بنات تعرض للضرب بالعتلة وهو نائم، وأن القوة قامت بضربه بشراسة، وأن قائد الفرقة قال للعناصر (كملوا)".
وقال غسان، شقيق نزار بنات : "إن مذكرات جلب وإحضار صدرت بحق أفراد عائلة بنات من الذكور، بمن فيهم الشهود"، معرباً عن التخوف على الشهود؛ ولذلك قامت العائلة بنقلهم من الخليل إلى رام الله على مدار يومين بشكل منفرد.
وحمل غسان بنات السلطة الفلسطينية المسؤولية عن سلامتهم وحياتهم، وقال: "نحن لسنا مجرمين، بل أصحاب حق وشهود على جريمة اغتيال، السلطة تضغط علينا من أجل التنازل عن حقنا". ورغم أن عائلة بنات كانت ترفض حضور الجلسات السابقة لكيلا تلتقي مع المتهمين تحت سقف واحد، إلا أنها أرسلت الشهود، كون قضية نزار قضية الشعب الفلسطيني، حسب توصيف شقيقه غسان.
وفي الشهادات الثلاث، التي استمعت إليها المحكمة من عم نزار وابني عمه، تبين تعرضه لتهديدات سبقت مقتله، وقال عمه إسماعيل في شهادته: "إن سبب وجود نزار في المنطقة الجنوبية في الخليل أن منزله في دورا جنوب الخليل تعرض لإطلاق نار".
وذكر الشاهد الرئيسي محمد بنات، ابن عم نزار الذي تواجد معه ليلة مقتله، "أن نزار أخبره أنه يتعرض لتهديدات"، وأن سبب انتقاله للعيش عند منزل عمه "أنهم يريدون تصفيته وهو لا يريد الموت أمام أبنائه".
ونقل عمار بنات، خلال شهادته، أن نزار قال له: "إنه يتلقى تهديدات من ضباط من الأجهزة الأمنية، ومن تنظيم حركة فتح دون أن يذكر أسماء من يهدده"؛ "خوفاً من تحول الأمر إلى العشائرية".
وقال عم نزار: "إن نزار أخبره بأن من أطلقوا النار على منزله قبل انتقاله إلى المنطقة الجنوبية أرسلهم مسؤول من حركة "فتح" في منطقة دورا، وقال: إن هناك من حاول التوسط حيث تم الاتفاق بحذف نزار لمنشورات حول هذا الشخص، وفي المقابل يحذف بياناً أصدره باسم حركة فتح ضد نزار، لكن المسؤول في التنظيم رفض الصلح حسب الشهادة".
وأضاف عمه "إنه لم يعلم ولم يخبره نزار بوجود مذكرة إحضار من النيابة بحقه، وإنه لم يكن مطلوباً للأجهزة الأمنية، في رواية مخالفة لما ذكره شاهد من الأمن الوقائي الأسبوع الماضي، من أن نزار رفض تسليم نفسه وهرب إلى منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية".
وذكر بنات، العمّ، أن جهاز الأمن الوقائي كان يتصل به شخصياً حين كان يريد اعتقال ابن شقيقه نزار، مشيراً إلى حادثة حصلت قبل مقتل نزار بتسعة أشهر، وقام فعلاً بتسليمه، وتم الإفراج عنه بعد يومين.
وحول حادثة اقتحام المنزل الذي تواجد به نزار، قال الشاهد محمد بنات: "إنه كان ينام هو وشقيقه حسين وابن عمه نزار بفراش على الأرض، واستيقظ على صوت فتح أباجور النافذة، فيما كان لا يزال نزار نائماً، وبعد ذلك رأى شخصين بزي مدني يدخلان من النافذة؛ أحدهما توجه إليه ورش الغاز وكان يحمل مسدساً، فيما توجه الآخر إلى نزار وهو يحمل عتلة حديدية ومسدسًا، ونظر إلى وجه نزار وهو نائم، وبعد تشخيصه قام بضربه على رأسه بالعتلة".
وبحسب الشهادة، تقدم بعد ذلك مجموعة أخرى من الأفراد، عقب فتح باب المنزل من الداخل، وتوجهوا إلى بنات وهو على الفراش وقاموا بضربه، ثم خلع ملابسه عن الجزء العلوي من جسده ثم سحبه عن الفرشة وتكبيل يديه إلى الخلف، وأكد الشاهد أنه تم ضرب رأس نزار بعمود في المنزل.
وخلال عملية الضرب، بحسب الشاهد، دخل قائد الفرقة الأمنية، وفي هذه اللحظات تردد الأفراد عن الضرب، لكن قائد الفرقة أشار بيده إلى الأسفل وقال لهم "كملوا"، لتزداد بعدها وتيرة الضرب، وأشار إلى أن الضرب استمر رغم تقييده، كما أكد أنه لم يرَ أي مقاومة من نزار.