وشدد النخالة في تصريح له على هامش مشاركته في المؤتمر الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية في العاصمة طهران، على انه لا مبرر لمقاطعة الايراني لمجرد انه شيعي، والتحالف مع الاسرائيلي الذي "يختلف معنا في الدين، ويحتل أراضينا، ومقدساتنا، بينما هناك اختلافات كثيرة بيننا وبينهم، فهذا حرف للمسائل عن وجهتها الحقيقية، وهذا يؤكد لدينا مدى سطوة الأميركان والاسرائيليين وسطوتهم على العقل السياسي في المنطقة العربية".
واشار الى أنه في الوقت الذي تفتك اسرائيل وأميركا بالأمة الاسلامية فان بعض الحكومات تعتبر ايران هي عدوها الأول، بينما المساعي تبذل من أجل حرف الصراع من اسرائيل لإيران، بينما الذي يحتل فلسطين هي اسرائيل والذي يعتدي على حرمات المسلمين هي اسرائيل والذي يعتدي وينهب اقتصاد العالم الاسلامي هي أميركا، في الوقت الذي نجد فيه أن الذي يقف بجانب الفلسطينيين هي ايران، والذي يدعم المقاومة الفلسطينية هي ايران، والذي لديه قاسم مشترك مع الفلسطينيين هي ايران، فأي منطق يتقبل أن تكون ايران هي العدو واسرائيل هي الحليفة والصديقة؟
وقال: لو كانت قد تخلت ايران عن موقفها تجاه اسرائيل لأصبحت اليوم أحد حلفاء أميركا، إلا أنها التزمت بهذه السياسة لالتزامها بالدين والدفاع عن المسلمين والعمل بالقرآن الكريم، وبالتالي ترى ايران أن تخليها عن الشعب الفلسطيني يعني التخلي عن معتقداتها والتزاماتها بالدفاع عن المسلمين والمظلومين ومساندتهم، وعلى الرغم من الحظر والعقوبات والمقاطعات ضد ايران التي كبتها أضرارا جسيمة الا أنها بقيت متمسكة بسياستها وموقفها من فلسطين.
واضاف: لو كانت ايران قد غيرت موقفها من اسرائيل وفلسطين لتغير كل شيء، ولدينا شاهد حي، فعندما كان شاه ايران لديه علاقات مع اسرائيل كانت تتمتع بكل الامتيازات، وكانت الأقرب الى الولايات المتحدة، وتمارس تأثيرا ونفوذا كبيرا على دول المنطقة، ولنقل انها كانت سيدة المنطقة، وعندما غيرت سياستها بعد الثورة الاسلامية، بدأت أميركا واسرائيل تعاديان ايران، وتبلور تحالف عربي اميركي اسرائيل لمعاداة ايران.
وتابع، الشيء الوحيد الذي تغير هو موقف ايران من اسرائيل، فالشعب لا يزال هو الشعب منذ آلاف السنين، وموقع ايران هو هو لم يتغير وثقافة الايرانيين وعقائدهم هي ذات الثقافة والعقيدة، بل وأكثر من ذلك كانت هناك علاقة نسب بين الشيعة والسنة فاخت الملك فاروق تزوجها الشاه، لذلك فان هذه القطيعة بين بعض الدول وايران مفتعلة.
وبخصوص التهديدات الاسرائيلية المتواصلة والتلويح بمهاجمة ايران، اعتبر ان القضية تدخل في اطار الحرب النفسية وزوبعة اعلامية وللايحاء بأن اميركا سيدة العالم، بينما الشواهد تؤكد أن اميركا ليست كذلك، ومن الشواهد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، فاذا كانت أميركا غير قادرة على البقاء في أفغانستان، فكيف بامكان اسرائيل الذهاب الى محاربة ايران؟
وقال: حتى لو افترضنا انها أقدمت على ذلك فانها ستفتح على نفسها حربا كبيرة وطويلة، وستجد الردود المناسبة من ايران وحلفائها، وهذه المعركة هي معركة جبهات موحدة وقادرة على القيام بفعل جمعي، فالفلسطيني يقول أنا لست وحدي في الميدان، وكذلك الحال بالنسبة للبناني، وبالتالي فان مجموع هذه القوى التي يجمعها الكثير من العناصر وفي مقدمتها معاداة اسرائيل، ستكون مانعا كبيرا أمام تجرأ اسرائيل على أية خطوة ضد ايران.
والمح النخالة الى أن حركة الجهاد بمفردها قادرة على التصدي لاسرائيل ومواجهتها فما بالك اذا اصطف سائر الحلفاء معها، مشيرا الى انه ذات مرة كانت الحركة تواجه اسرائيل عسكرية واستمرت المواجهة لأكثر من 73 ساعة، وسؤال حينها هل سيطلب المساعدة من الحلفاء، فرد على هذا السؤال، بأن اسرائيل اذا استطاعت القضاء على الجهاد عندها ستطلب المساعدة من الآخرين.
وفيما يتعلق بالفرق بين رئيسي وزراء اسرائيل الحالي والسابق، أكد ان الحديث عن الفروقات بين الاثنين مجرد الهاء للعقل الفلسطيني والعربي، فهذه اسرائيل وجدت لتكون بدل فلسطينن وكل الادارات الاسرائيلية تعمل في هذا الاطار والبرنامج، وبالتالي لا يوجد بين اسرائيلي وآخر طالما يؤمن بان فلسطين هي أرض اسرائيل، وحتى لو كانت هناك اختلافات فهي فيما بينهم واننا غير معنيين بها، لأنهم جميعا يعتبرون أن أرض فلسطين هي أرضهم.
وقال: جميع الاسرائيليين يؤمنون بتثبيت حكمهم في فلسطين بينما خلافنا معهم على الأرض وليس مع بينيت أو نتنياهو، واننا نرفض المشروع الصهيوني برمته لأنه احتل فلسطين، والمطلوب منا هو تحرير هذه الأرض، ومن يحكم اسرائيل فهذا لا يعنينا، وهو نوع من التضليل والالهاء، والابتعاد عن الدائرة الحقيقة للصراع.
وفيما يتعلق بالدعوة التي أطلقها البعض بأن تكون الوحدة في العالم الاسلامي وحدة سياسية وأن البوصلة في هذه الوحدة هي فلسطين، وليست دينية وطائفية وعقائدية لأنه من المستحيل اقامة وحدة دينية عقائدية، اعتبر ان هذا الكلام صحيح في جزء منه وغير صحيح في جزء آخر، ولكن في الأصل فان الأمة الاسلامية هي أمة واحدة، وهذا ما قرره القرآن، فإذا كانت أمة ربها واحد ونبيها واحد وقرآنها واحد وقبلتها واحدة، فمالذي يمنع من وحدتها، خاصة الوحدة الدينية ترتكز على أصل عقائدي.
وأشار الى أن بعض التباينات بين الطوائف الاسلامية لا تؤثر على الجوهر، فهناك اجتهادات في النص والتوجهات الاسلامية، وهذه الاجتهامات لا تقتصر على الشيعة وانما هناك اجتهادات لدى السنة أيضا، فهناك الحنبلي والشافعي والمالكي والحنفي، وبالتالي فهذا التنوع لا يعني عدم امكانية الوحدة ضمن الاطار الشامل والجامع للأمة.
ونوه القائد النخالة الى أنه على الرغم من أن الخلافات طفيفة للغاية فهناك، بعض الخلافات لا أساس لها، كأن يعتقد الشيعة أن السنة أعداء أهل البيت (ع) وهذا لا أساس له، لأن السنة يصلون على أهل البيت ويعتبرون هذه الصلاة جزء من صلاتهم، معتبرا أن معظم الخلافات سياسية في مرحلة تاريخية انعكس على الأمة واصبحت هي الاساس والأصل وسائر الأصول هي الفروع.
وقال: لذلك أعتقد أن الوحدة الاسلامية حاجة ماسة في الوقت الحاضر وأكثر من أي وقت مضى، واذا اردنا تقريب الفكرة فنقول، اننا أسرة واحدة نختلف في ترتيب هذا البيت من الداخل بينما الأعداء يريدون السيطرة ومصادرة البيت كله، لذلك اننا نختلف في التفاصيل بينما الخطر يداهم الأمة برمتها، وفي الوقت الذي تتنازع الشعوب فيما بينها نرى أن الحكومات تبرم الاتفاقيات وتقيم العلاقات مع أعدائها الذين يزودون كافة أنواع الأسلحة لاسرائيل التي تقتل به الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن كل الشعوب العربية والاسلامية مع فلسطين ومع القدس، ولكن الأنظمة والحكومات تلعب دورا اساسيا في توجيه الشعوب ومحاولة استغلال ولاءها، وعلى الرغم من المخزون الثقافي والسياسي لدى الشعوب بضرورة الوقوف الى جانب فلسطين والقضية الفلسطينية ولكن بذلت مساع هائلة لتضليل الأمة وحرف أولوياتها.