تصريحات السيد صفي الدين جاءت خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله والحوزة العلمية لسماحة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لرحيله، وذلك في باحة ضريح العلامة الراحل في بلدة عيتا الجبل، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وجمع من الأهالي.
وأشار السيد صفي الدين إلى أنه منذ اندلاع الأزمة فان البعض كان "يلومنا على أننا نبتعد وننأى بأنفسنا عن كثير من هذه الملفات، بينما طالما برهنا على أننا على قدر المسؤولية ولن نتخاذل عن الواجبات، وليس لنا في ذلك أي منّة أو أي فضل، فالمنّة لله عز وجل، والفضل للناس الذين نصرونا وأحبونا وقدموا أبناءهم من أجل مقاومتنا، ولبوا النداء وكانوا ينزلون بعشرات الألوف في عاشوراء وأيام محرم ويقولون "لبيك يا حسين، ولبيك يا إسلام، ولبيك يا رسول الله، وبالتالي فاننا جاهزون لبذل أنفسنا وأرواحنا وحياتنا وكل ما عندنا من أجل هؤلاء الناس، وهم يستحقون ذلك، ولذا نحن في خدمتهم".
وتابع السيد صفي الدين "لقد قلنا منذ اليوم الأول، إنه حينما يشتد هذا اللؤم والخبث الأميركي والغربي المدعوم من الإسرائيلي وبعض الدول الخليجية وآخرين في لبنان سيكون لنا كلمة، وما فعلناه على مستوى باخرة المازوت هو في الحقيقة لا يقتصر فقط على أن باخرة المازوت أتت من إيران إلى لبنان، وإنما الموضوع أكبر من ذلك، فالإسرائيلي والأميركي فهِما جيدًا أن هذه البداية، وأنه إذا أرادوا أن يكملوا في هذا الطريق، فإن في جعبتنا الكثير الكثير من الأعمال التي سنقوم بها، ولذا توقفوا عما كانوا يقومون به".
وأوضح السيد صفي الدين، "الأمور انقلبت رأسًا على عقب نتيجة هذا الموقف، ولا نقول إن الوضع في لبنان تحسّن، أو إنه مع تشكيل الحكومة سوف تتحسن الأمور بشكل سريع، وإنما نقول إن بداية التراجع والوهن قد بان وظهر عليهم نتيجة خوفهم مما هو آت وأعظم"، وشدد على أن الحزب عندما قرر إدخال باخرة المازوت فانه كان يريد أن يأتي المازوت إلى لبنان وأن يستفيد الناس منه، ولكن في الوقت نفسه، كان جاهزا لتلك المعركة لو أن الإسرائيلي فكّر أن يواجهنا في معركة البحار، حينئذٍ حسب حسابات مختلفة.
وشدد السيد صفي الدين على أن الموقف التاريخي والشجاع للمقاومة الإسلامية في لبنان بإدخال المازوت الإيراني أفاد كل اللبنانيين، وساهم في الإسراع بتشكيل الحكومة التي يستفيد منها كل اللبنانيين، وكان سببًا في هذه الاندفاعة الأميركية لفتح أبواب الغاز المصري إلى لبنان، الذي سيستفيد منه كل اللبنانيين وليس فقط حزب الله وبيئته.
وقال: دعمنا الحكومة الجديدة، ونريد أن نعطيها الفرصة الكافية من أجل أن تقدم حلولا للمشاكل الملحة التي يعاني منها اللبنانيون، وهي أمام استحقاقات كبيرة كما هي أمام فرص كبيرة من خلال ما نراه اليوم على مستوى الزيارات واللقاءات وفتح الأبواب الخارجية، وبالتالي يجب أن تحسن استثمار هذه الفرص والاستفادة منها، وإذا أخطأت وعادت إلى الاستغراق في التفاصيل المملة التي تقتل المبادرات ولا تأتي بالمبادرات الجديدة، فإن كل ما قمنا به سوف يذهب هباءً منثورًا، ولذا فإن كل اللبنانيين كما نحن نراقب هذه الحكومة، ونتوقع منها أن تقوم بالخطوات الصحيحة والسليمة، ولكن إذا لا سمح الله تلكأت أو ضعفت أو توانت أو قصّرت أو تخاذلت، فسيكون هناك كلام آخر.