في السياسة وضمن الحملة التي اطلقتها الولايات المتحدة وعهدتها الى وكلاء محليين جاء الاتهام مباشرة وبعد الانفجار بدقائق موجها نحو حزب الله بجلب شحنة النترات لصالح حليفه السوري في اطار الحرب التي كانت دائرة على امتداد الجغرافيا السورية، صرف الكثير من الوقت والجهد والمال لتعويم هذه الرواية ولم يفرملها الا التحقيقات اللبنانية وغير اللبنانية التي لم تكشف عن أي صلة لحزب الله بالشحنة المدمرة، ولكن بعد عام من الانفجار الكارثي تعود القضية الى الواجهة مع احتمالات عثور اللبنانيين على الجواب الملح والمكرر من جلب شحنة نترات الامونيوم ولصالح من؟
امس أوقفت الجمارك اللبنانية في سهل بلدة بدنايل في البقاع الاوسط شاحنة محملة بعشرين طنا من نترات الامونيوم كانت تمر بالبلدة عبر طريق فرعية.
والى موقع الدهم وصل وزير الداخلية اللبناني “بسام مولوي” لمعاينة الشاحنة المصادرة وإبعادها عن المواطنين وأعطى توجيهاته بارسال عينات من الاكياس البيضاء التي لا تحمل أي تفاصيل عن محتوياتها الى المختبرات الجنائية لتحديد نسبة الازوت فيها..
وقد خلصت نتائج التحليل المخبري إلى أن نسبة تركيز الازوت فيها تبلغ 34،7 أي إنها مماثلة لتركيبة شحنة النيترات التي حملتها الباخرة روسوس وتسببت بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من اب، تقول التسريبات حول سير التحقيقات ان الشاحنة المحملة بنترات الامونيوم مصدرها من مزرعة الأخوين مارون والقيادي في حزب القوات اللبنانية وإبراهيم الصقر في رياق”.
اللافت ان إبراهيم صقر هذا والمقرب والحاصل على غطاء من رئيس حزب القوات سمير جعجع، كان قد ضبط في ارضه مخازن تحوي مليونين ليتر من الوقود المخزن، في الوقت الذي كان فيه اللبنانيون يصطفون بالطوابير على محطات الوقود.
وقد اثار هذا التخزين الاستراتيجي للوقود من قبل القيادي في القوات تساؤلات حول أسباب دفن كل هذه الكمية، وهل كانت بهدف زيادة حدة الازمة وايصال البلاد الى الفوضى لاهداف سياسية تخدم اطراف داخلية او خارجية، ام ان المخزون تحسبا واستعداد لمرحلة من الاقتتال الداخلي ام بهدف الاحتكار لتحقيق الربح. وللمفارقة ان في كلا الحالتين.
في ازمة الوقود و في انفجار المرفأ، كان حزب القوات راس حربة في الهجوم واتهام حزب الله وسورية. لكن الوقائع راهنا يبدو انها عكست رياح الاتهامات بالاتجاه المعاكس. وبات حزب القوات المتصدر لتوجيه الاتهامات هو ذاته في موضع الاتهام.
واذا ما صحت التسريبات بان نترات الامونيوم المضبوطة امس هي جزء من المخزنة في مرفأ بيروت والتي تسببت بكارثة المدينة، وان مصدرها القيادي في القوات اللبنانية. فان سؤال من احضر شحنة الامونيوم، قد وجد اللبنانيون له جوابا، وان نظرية جلبها لصالح المجموعات المسلحة في سورية باتت اقرب للواقع على اعتبار ان حزب القوات كان من أوائل المنخرطين اللبنانيين في معركة اسقاط النظام في سورية، بانتظار اعلان التحقيقات، وكلمة القضاء اللبناني هي الفصل.
وتفقد وزير الداخلية القاضي بسام المولوي “المضبوطات”، وأعلن أنّ القوى الأمنية باشرت تحقيقاتها وهي تلاحق المتورطين لتوقيفهم، وبحسب المعلومات التي حصل عليها “ليبانون ديبايت”، فقد أفاد الصلح خلال التحقيقات الأولية أنّه “حصل على النيترات الاعلامي غسان سعود كان أول من أفاد في وقت سابق في مقابلة له مع “سبوت شوت”، أنّ “الأجهزة الامنية كانت على علم بوجود كمية من نيترات الامونيوم لدى الأخوين الصقر”.
والأهمّ والأخطر في الملفّ أنّ الترجيحات تُشير إلى “تطابق نوعية النيترات مع تلك إنفجرت في مرفأ بيروت”، عِلماً أنّ نيترات بعلبك كانت موضوعة في أكياس جديدة وليس في الأكياس التي تُوضع بها في مصنع إنتاجها”.
وفي وقتٍ لاحق, أصدر وكيل السيد مارون الصقر المحامي جورج الخوري بياناً نفى فيه علاقة موكله بمضبوطات نيترات الامونيوم التي ضُبِطت في بعلبك.
وأضاف “سنتوجه غداً الأحد لدى المراجع الأمنية المعنية لنفي هذا الأمر، على أن نتقدّم بشكوى جزائية بحق كل من ذكر اسم مارون الصقر في هذه القضية”.
المصدر: رأي اليوم