صحيفة النهار قالت اليوم الجمعة ، في ملف الأزمة الحكومية، برزت المفارقة الغريبة في أن الأسبوع الذي علقت عليه الآمال العريضة وجرى التبشير الكثيف من جانب جهات معينة بأنه سيشهد في بداياته الولادة الحكومية التي طال انتظارها، تحول في نهايته إلى الأسبوع الأكثر اثارة للغموض حيال احتمالات ولادة الحكومة بعدما اغرقت لعبة إشاعة الإيجابيات المواطنين في الشكوك في وقت كان يجري فيه اسقاط المحاولة تلو المحاولة، والوساطة تلو الوساطة، على يد فريق العهد ورئيس تياره النائب جبران باسيل.
ولفتت إلى أن الواقع ان اليومين الأخيرين شهدا انكشافاً كبيراً لهذا الدوران المفتعل في اللعبة الدعائية التي مارسها فريق العهد و التيار الوطني الحر برئاسة باسيل لحشر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ومن يؤيده في خانة التسليم بالثلث المعطل لفريق العهد في الحكومة، والا الاستمرار في اختلاق الذرائع ورمي تبعة المراوحة في مرمى الرئيس المكلف وداعميه. ولم تسقط او تجمد هذه الدوامة وساطة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم وحده، بل بدا ان الوساطة الأخرى الاحدث للقنصل مصطفى الصلح، قد واجهت بدورها المشقات في ظل عدم التوصل إلى حل ثابت يقبل به العهد لتعيين مرشح ميقاتي لوزارة الاقتصاد كما لتعيين الوزيرين المسيحيين من خارج حصة عون والآخرين.
وقالت الصحيفة لكن المشهد انقلب بعد ظهر أمس وأفادت معلومات النهار ان جهوداً وصفت بانها جدية للغاية قد بذلت خصوصا في ساعات بعد الظهر والمساء، وان تحفظت المصادر المعنية عن إيضاح طبيعة الطروحات التي تناولتها لتذليل التباينات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ومن تولى نقلها بينهما. وبدت المصادر المعنية شديدة الحذر حيال أي توقعات مسبقة حول هذه الجهود في انتظار بلورة نتائجها. وقد حصل حراك مكثف لكن نتائجه لم تجزم ما إذا كانت الحكومة ستولد في الساعات الطالعة. وعلم ان جانباً من الاتصالات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف كانت أمس مباشرة واعقبتها "موجة إيجابيات" تنتظر ترجمة عملية مع حذر شديد من الافراط بالتوقعات.
واضافت إنه إذا كانت زيارة ميقاتي إلى قصر بعبدا مرتقبة أمس، الا انه لم يكن طلب بعد موعدا للزيارة اليوم، ولو ان ذلك يمكن ان يكون حصل ليلا. وفهم من اجواء الرئيسين عون وميقاتي ان لا شيء يمنع من ان يكون للبنان حكومة اليوم قبل الغد لاسيما وان التقدم تجاوز الـ90 في المئة ولكن يبدو ان المشكلة لا تزال في الامتار الاخيرة التي تحدث عنها ميقاتي منذ اسبوعين في بعبدا.
أما صحيفة البناء فلفتت إلى أن المصادر السياسية المعنية بالملف الحكومي تتوقع أن تتزامن الساعة الصفر للإعلان عن الحكومة مع تبلور صورة المشهد الجديد، خلال أيام قليلة، ما لم يكن قد تبلور وانتهى وستظهر نتائجه خلال ساعات.
واشارت إلى أنه عادت الأجواء الإيجابية لتظلل المشهد الحكومي وسط معلومات عن تقدم ملحوظ سجل خلال يوم أمس على صعيد تذليل العقد أمام تأليف الحكومة مع ترجيح زيارة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا اليوم أو غداً للقاء الرئيس عون ووضع اللمسات الأخيرة على الصيغة النهائية للحكومة. إلا أنه ليست المرة الأولى التي تشاع الأجواء الإيجابية وتتبدد في اليوم التالي بين جدار الشروط والشروط المضادة، وتحدثت المعلومات عن ضغوط فرنسية جدية على خط التأليف.
واعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة أن إبقاء لبنان من دون حكومة فاعلة وناشطة هو هدر موصوف لمصالح البلاد واللبنانيين وتضييع مؤسف لفرص إنقاذية وإنمائية، وإفراط لدى الأفرقاء المعنيين مباشرة بالتأليف في توهم القدرة لاحقاً على استدراك ما فات، من خلال التحكم بدفة إدارة الاستحقاقات الدستورية المقبلة. وتابعت: الكتلة لا تزال تؤكد موقفها الداعي إلى وجوب تشكيل حكومة تدير شؤون البلاد لأن المصلحة الوطنية باتت متوقفة على ذلك… وكل ما عدا هذا الاتجاه لا يصب في خير لبنان ولا يأتي بالخير لأبنائه.