وبحسب "والا"، سار الأسرى مسافة ثلاثة كيلومترات حتى وصولهم الى مركبة كانت تنتظرهم، والتي نقلتهم من المكان.
ويتضح من التحقيقات الأولية أن إحدى السجانات غفت خلال الحراسة، وأنه لم يكن هناك حارس في برج الحراسة الواقع فوق فتحة الهروب، كما ظهر بعد مسح النفق الذي هرب منه الستة أن طوله بلغ ما بين 20 الى 25 مترًا.
تحقيقات الاحتلال بيّنت أيضًا أن الأسير (المتحرّر) زكريا الزبيدي، طلب من ضابط استخبارات في السجن أن ينتقل لليلة واحدة الى الزنزانة التي فرّ منها.
ويعمل حاليًا نحو ألف رجل من شرطة الاحتلال بعمليات التفتيش عن السجناء الامنيين بمساعدة قوات حرس الحدود، القوات الخاصة وقوات اخرى وحاليا نشر 200 حاجز أمني في جميع أنحاء فلسطين المحتلة.
وفق "والا"، حاول 3 من الأسرى الهاربين عام 2014 الفرار من سجن شطة من خلال حفر نفق، ورغم هذا، استخبارات إقليم الشمال سمحت لهم بالوجود بالزنزانة نفسها.
ويعتقد رجال الشرطة الصهيونية أن سيارة كانت تنتظر الهاربين خارج السجن، وذلك على ضوء وجود بقعة من المياه في المكان، والتي قالوا إنها بسبب مكيّف السيارة، كما وجد رجال الشرطة المتعقّبون آثار أحذية وأقدام، الأمر الذي قادهم الى الاستنتاج أن السجناء قاموا باستبدال ملابسهم قبل ركوبهم السيارة وأن أحدهم قام باستبدال حذائه.
وأشار "والا" الى أن شرطة الاحتلال تعتقد بأن الستة كانوا مسلّحين وهناك احتمال بأن ينفذوا عملية أمنية، ومن الممكن ان يقوموا بعملية اختطاف للمساومة على إطلاق سجناء آخرين، لافتًا الى أن جميع وحدات الشرطة الخاصة في حالة تأهّب في فترة العيد، بما يشمل وحدات التفاوض التابعة للشرطة.
وعثرت الشرطة على آثار الهاربين باتجاه مدينة بيسان، وحتى أنهم توقفوا خلال الهروب للتدخين، ومن هناك اختفت آثارهم. وبعد عمليات التفتيش والمسح في محيط جنين، جلبوع والحدود الأردنية، القوات الاسرائيلية تقدر بأن اثنين من الفارين انتقلا الى الأردن، وأربعة آخرين في الأراضي المحتلة، ويُعتقد كذلك بأن اثنيْن من الأربعة يختبآن في مجدل شمس.
ونقل "والا" عن مسؤول أمني صهيوني كبير قوله إن الحديث يدور عن سلسلة من الإخفاقات الخطيرة جدًا، وانه لا يعقل ان في زنزانة "يحظر بها الاحتفاظ بملعقة حفروا نفقًا.. كيف حفروا بعيدًا عن أعين الحراس في واحد من أكثر السجون حماية؟ ليس من فراغ اخترنا اعتقال الزبيدي بالذات هناك. هناك لا يمكن وضع ملعقة بالزنزانة. لكن كيف حفروا؟"، وأضاف: "هناك حظر إدخال المعادن الى داخل الزنزانة، اذًا أين اختفى تراب الحفريات؟ وكيف أجروا الاتصالات الهاتفية من داخل السجن؟".