ثالثاً : أنّ كلمة (ولي) الواردة في الآية تعني الصديق والناصر وأمثالهما، وليست بمعنى المتصرف أو المشرف أو ولي الأمر. وبالتالي فإن الآية و إن ثبت نزولها في شأن الامام علي (عليه السلام) فإنها لا تثبت له ولاية أمر المسلمين..
الجواب:
لقد بدأت الآية المباركة بأداة حصر وهي (إنما) ، أي إنها حصرت الولاية في الله (تعالى) ورسوله(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين(عليه السلام) ، وبما إن الصداقة أو النصرة لا يمكن حصرها بهم (عز شأنهم) بل إن الشريعة السمحاء حثت على ضرورة شيوع هاتين الصفتين بين المسلمين ، وبالتالي فهما حكمان عامان، بينما آية التصدق تهدف إِلى بيان حكم خاص وهي ولاية أمر المسلمين والتصرف في شؤونهم
ولم يكتفِ الفخر الرازي بهذا الإعتراض وحسب بل وإعتبر ايماءة الإِمام علي(عليه السلام) إِلى السائل بأصبعه عندما تصدق بالخاتم من مصاديق الفعل الكثير المنافي للصلاة، في حين إن قوله هذا يمكن أن يرده من يمتلك من الثقافة الفقهية القليل ، فمن المعلوم فقهاً إن هناك الكثير من الأفعال التي تفوق هذه الايماءة البسيطة في الحركة الكثير ومع ذلك لم يعتبرها الفقهاء من مصاديق الفعل المنافي للصلاة كإرضاع المرأة المصلية لرضيعها ، وكقتل الحشرات الضارة من الحية والعقرب وما شابهها من أفعال ذكرت في الكتب الفقهية .