رفض التطبيع هو الأشد ضربة للكيان الغاصب

الأربعاء 4 أغسطس 2021 - 14:53 بتوقيت مكة
رفض التطبيع هو الأشد ضربة للكيان الغاصب

فلسطين_الكوثر: برغم عدم احتفاء الإعلام العربي بالمواقف المشرفة للاعبي الجزائر والسودان ولبنان الذين رفضوا ملاقاة لاعبي الكيان الصهيوني امتهانا لهم ورفضا للتطبيع معهم، فإن المراقبين يؤكدون أن مواقف اللاعبين الثلاثة تعيد من جديد سلاح رفض التطبيع مع "الكيان المحتل" كأحد أهم الأسلحة المستخدمة في الصراع، وأكثرها إيلاما.

برأي الكاتب المصري محمد سلماوي فإن الحقيقة أن الاستهانة بالأسباب الموضوعية والتاريخية للصراع العربي مع الكيان المحتل وتجاهل المسلك العدواني للكيان المحتل تعود إلى عصر السادات الذي شهد مقولة أن الصراع العربي مع الكيان المحتل يعود في معظمه لأسباب نفسية (!).

وأضاف أنه لا شك أن هناك عوائق نفسية وثقافية أيضا تحول دون قيام علاقات طبيعية بين العرب و"الكيان المحتل"، مشيرا إلى أن منشأ تلك العوائق يعود في مجمله لسياسة "الكيان المحتل" التوسعية ومسلكها العدواني الذى كثيرا ما يصل إلى حد الوحشية بداية من مذبحة دير ياسين عام 1948، مرورا بمجزرة مدرسة بحر البقر للأطفال بمحافظة الشرقية عام 1970، إلى الهجمات الدموية المتكررة على غزة والتي كان آخرها قبل أسابيع قليلة.

وقال سلماوي إن مما يدعو للدهشة أن ذلك التطبيع المجاني الذي نشهده الآن يأتي في الوقت الذي بدأ العالم يستنكر فيه السياسة الصهيونية بشكل لم نشهده من قبل، فوجدنا لأول مرة أصواتا في الغرب الموالي تاريخيا للكيان المحتل تتهم الدولة اليهودية بالعنصرية وباتباع سياسة الأبارتايد أو التفرقة العنصرية، ومن يرون في هجومها على الفلسطينيين حرب إبادة ترتكب فيها قوات الاحتلال جرائم حرب يعاقب عليها القانون، كما وجدنا من يطالبون بتقديم قادتها للمحاكم الدولية، بالإضافة لحملة مقاطعة المنتجات القادمة من المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة، وحملة أخرى لرفض التطبيع مع الكيان المحتل في عدة مجالات من بينها التبادل الأكاديمي، كما أعلنت أخيرا إحدى شركات المياه الغازية العالمية رفضها توزيع منتجاتها في الأراضي التي يحتلها الكيان المحتل، وقد أجرى أخيرا المعهد الانتخابي اليهودي بالولايات المتحدة استطلاعا للرأي ثبت من خلاله أن ربع الناخبين اليهود في أمريكا أصبحوا يرون أن "الكيان المحتل" دولة أبارتايد، وترتفع تلك النسبة الى 38٪ بين من تقل أعمارهم عن 40 عاما، وأن 22٪ من اليهود الأمريكيين يرون أن" الكيان المحتل" يمارس حرب إبادة ضد الفلسطينيين، وتصل نسبة هؤلاء إلى 33٪ بين الشباب.

وتساءل: ما الذي يدعو البعض إلى التخلي عن سياسة المقاطعة التي بدأت بعض المؤسسات العالمية اتباعها، مدعيا عدم وجود مشاكل مباشرة بينها وبين "الكيان المحتل"، وأن من حق الدولة اليهودية أن تعيش في سلام رغم سياساتها الوحشية التي بدأت تنكشف أمام العالم؟!

وتابع: "يقال إن في ذلك ممارسة للسيادة، أو أن وراء ذلك المصلحة الوطنية، لكن ألم تكن تلك السيادة قائمة ولا كانت المصلحة حالة وقت قاطعت الدول العربية مصر لتخليها عن سياسة المقاطعة؟! ثم يقال أخيرا إنها المتغيرات الثقافية التي طرأت على المجتمعات العربية.

صحيح أن التحول في الرأي العام العالمي ضد السياسةالصهيونية يعود لأسباب ثقافية حيث تم خلخلة السيطرة الصهيونية على وسائل الاتصال العالمية بعد أن تخطتها وسائط الاتصال الحديثة فنقلت جرائم "الكيان المحتل" إلى كل بيت عبر شاشات الكمبيوتر والتليفون المحمول، وهو ما أدى لتغير نظرة العالم للكيان المحتل من الدولة المسالمة التي تواجه عدوانية الجيران إلى الدولة المارقة التي تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي وبقرارات المنظمات العالمية وترتكب المجازر الوحشية والتصفية الجسدية.

صحيح أيضا أن تلك المتغيرات الثقافية كان لها تأثيرها على المواقف السياسية لبعض الدول الأوروبية، وسمعنا داخل الولايات المتحدة وهي المساند الدائم للبلطجة الصهيونية أصواتا بالكونجرس تنتقد "الكيان المحتل" وسياستها العدوانية دون أن تخشى الاتهام الجاهز كالسيف المسلط على الرقاب بالعداء للسامية.

أما عندنا في الوطن العربي فالوضع مختلف تمام الاختلاف، فقرارات التطبيع لم تأت بسبب متغيرات ثقافية طرأت على الرأي العام، بل جاءت تلك القرارات مفاجئة للرأي العام العربي، إن لم تكن صادمة له، فقد جاءت بالرغم من الثقافة السائدة في المجتمعات العربية على اختلاف درجاتها وليس بسببها، بل إن الثقافة الشعبية في الوطن العربي والناتجة عن السياسة العدوانية للكيان المحتل تظل حتى الآن كبرى العقبات في طريق سياسات التطبيع العربية، سواء في مصر أو في الدول العربية حديثة التطبيع مع "الكيان المحتل"، ولعل واقعة وجود أحد الممثلين المصريين ذوي الشعبية الطاغية في حفل بإحدى الدول العربية مع مغن للكيان المحتل خير مثال على طبيعة الثقافة السائدة في الوطن العربي، فقد وجدنا شعبية الممثل الشاب تنقلب بين يوم وليلة إلى هجمة شرسة من جمهوره الغفير لم يتعاف منها حتى الآن.

فأين هي إذن تلك المتغيرات الثقافية التي أدت إلى تلك الحالة التي نشهدها الآن؟.
واختتم سلماوي بقوله: "أرجو أن يدلني أحد عليها. قد تكون الثقافة بالفعل هي المحرك الأساسي للأحداث في عالمنا اليوم، عالم المعلوماتية والإنترنت، لكنها قبل هذا كله وبعده حافظة الوجدان الشعبي وعنوان هويته، ومن ثم فهي مستودع ثوابته الوطنية ضد محاولات التزييف التي تجري الآن باسمها".

مطلوب نبذهم

برأي البعض فإن الانسحاب من مقابلة لاعب أو فريق رياضي صهيوني ليس له علاقة بالمواجهة والفوز عليه أو حتى الخسارة منه، ولكن الفكرة في عزل هذا الكيان سياسياً وجيوغرافيًا وعدم دمجه في المنطقة واشعاره دوماً بأنه دخيل على الوطن العربي ومنبوذ عربيًا ودوليا.

آخرون يؤكدون أن الأمور لا تقاس بطريقة (نريد أن نلعب معه ونهزمه فأنت لست في مواجهة عسكرية)،إذًا لماذا يسعى الصهيانية بشتى الطرق أن يحاولوا الترويج لاتفاقات التطبيع الباهتة هنا وهناك مع الأنظمة ويسعون جاهدين لدمج مواطنيهم في المنطقة؟
شعورهم بأنهم منبوذون مكروهون غير مرحب بهم سواء عبر نشاط رياضي أو سياحي أو اقتصادي له تأثير كبير جداً على دولة الاحتلال.

أكبر إهانة
المسرحي المصري هشام جاد يقول إن رفض اللاعبين التعامل مع لاعبي الكيان المحتل الذين يحتلون فلسطين 1948 يمثل إهانة لثقافة ناصر روجرز السادات كامب ديفيد عرفات أوسلو الاسد مدريد .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 4 أغسطس 2021 - 14:37 بتوقيت مكة