و كانت أمة و هذا لا ينقص مكانتها لأن الاسلام جعل المقياس في تفاوت الناس بالتقوى و العمل الصالح و لا أثر لغير ذلك.
روي أن الامام الكاظم (عليه السّلام) قال: لأصحابه و اللّه ما اشتريت هذه الجارية إلّا بأمر من اللّه و وحيه و سئل عن ذلك فقال: بينما أنا نائم إذ أتاني جدي و أبي و معهما قطعة حرير فنشراها فاذا قميص فيه صورة هذه الجارية فقالا: يا موسى ليكونن لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك ثم أمرني أبي إذا ولد لي ولد أن أسميه عليا و قالا: إن اللّه عزّ و جلّ سيظهر به العدل و الرحمة طوبى لمن صدقه و ويل لمن عاداه و جحده .
اما اسم هذه السيدة الزكية فقد اختلفت فيه أقوال الرواة و هذه بعضها:
1- تكتم: و ذهب كثير من المؤرخين الى ان اسمها تكتم و في ذلك يقول الشاعر في مدحه للامام (عليه السّلام):
ألا ان خير الناس نفسا و والدا و رهطا و أجدادا عليّ المعظم
اتتنا به للعلم و الحلم ثامنا إماما يؤدي حجة اللّه تكتم
و هذا الاسم عربي تسمى به السيدات من نساء العرب و فيه يقول الشاعر:
طاف الخيالان فزادا سقما خيال تكنى و خيال تكتما
2- الخيزران .
3- أروى .
4- نجمة .
5- أم البنين و الظاهر أنه كنية لها.
هذه بعض الأقوال التي قيلت في اسمها و ليس في تحقيق ما هو الصحيح منها بذي فائدة على القراء.
و كانت هذه السيدة الزكية من العابدات فقد اقبلت على طاعة اللّه اقبالا شديدا فقد تأثرت بسلوك زوجها الامام الكاظم (عليه السّلام) إمام المتقين و المنيبين الى اللّه تعالى و كان من مظاهر عبادتها أنها لما ولدت الامام الرضا (عليه السّلام) قالت: اعينوني بمرضعة فقيل لها: أنقص الدر؟ قالت: ما اكذب ما نقص الدر و لكن علي ورد من صلاتي و تسبيحي أ رأيتم هذه النفس الملائكية التي هامت بحب اللّه و انقطعت إليه فقد طلبت أن يعاونوها على ارضاع ولدها لأنه يشغلها عن اورادها من الصلاة و التسبيح.
المصدرالمؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج1،ص20-23.