حضر الاحتفال النائب محمد نصر الله ممثلا حركة "أمل"، الوزير السابق محمود قماطي ممثلا "حزب الله"، رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، المستشار الثقافي للسفارة الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار وشخصيات من حركة "أمل" و"حزب الله" وفاعليات اجتماعية وبلدية واختيارية وثقافية وتربوية.
القى الخليل كلمة في المراسم قال فيها: "عند الحديث عن الشهداء، نستحضر قيمة إلاهية من عالم الملكوت العلوي إلى عالم إنساننا الدنيوي، ومن هؤلاء الشهداء ما ينطبق على الإنسان - الإنسان ورجل الصدق، المتواضع العابد، والمتعلم العالم، والقائد المجاهد الدكتور مصطفى شمران. منذ انطلاق المقاومة وتأسيسها في لبنان كان للشهيد بذور من جهاده زرعها في ربوع لبنان في كل مدنه وقراه، لا سيما بين أهله هنا في الغبيري. وفي انتصار غزة 2021، كانت هناك بصمة للشهيد شمران من خلال إخوته المجاهدين الذين أكملوا المسيرة. كما كانت له بصمات في حرب تموز 2006 وما قبلها".
وألقى نصر الله كلمة حركة "أمل" قال فيها: "إن مصطفى شمران بنضاله وجهاده وزهده واستشهاده تحول من الاسم العادي إلى رمز يتجاوز حدود الزمان والمكان وحدود الجغرافيا ليتحول إلى شهيد أمة ومدرسة في كل هذه القيم التي تركها ومارسها خلال حياته الشريفة".
أضاف: "مصطفى شمران طلق أميركا حيث كانت له أبواب الدنيا مفتوحة على مصراعيها، وجاء إلى مصر، فلبنان ملبيا نداء الامام موسى الصدر ليجاهد من أجل تحرير فلسطين وتحرير إيران. لقد التحق بالإمام موسى الصدر كثورة كاملة متكاملة المعاني والأفق، وناضل بين يديه على خطين متوازيين على الأقل: الخط الأول هو خط المحرومين في لبنان لإعدادهم من أجل التحرر ومواجهة العدو الإسرائيلي الذي رأى الامام موسى الصدر أنه طامع في أرضنا، وعلينا أن نحصن أنفسنا في أرضنا بمقاومة قادرة على منعه من تحقيق الأهداف كمقدمة من أجل أن نكون رأس حربة لتحرير فلسطين إن شاء الله، ونجح الامام موسى الصدر وساعده الدكتور مصطفى شمران الذي كان يده وعينه وقلبه وكان القائد المنفذ في إنشاء أفواج المقاومة اللبنانية التي لها هدف واحد، وهو التصدي للعدو الإسرائيلي، الذي كان يرى الامام فيه أنه الخطر الحقيقي على لبنان وكل الأمة العربية والإسلامية وكان يريد أن يحتل جزءا من لبنان. وأنشأ بمساعدة الدكتور شمران المقاومة بدءا من خلاياها، وصولا إلى إعداد خطط التدريب لها، حتى أنه كان القائد الأول الميداني لأول معركة عسكرية كمقاومة لبنانية ضد العدو الاسرائلي، وذلك في 30 آذار 1977، عندما دخلت آليات العدو الإسرائيلية مخترقة الحدود الدولية، وصولا إلى الطيبة ورب الثلاثين، وقاد الدكتور شمران المواجهة واستشهد بين يديه 7 من الشهداء وجرح 24، وعاد الباقون بعد انتصار مدو على العدو دمرت فيه الآليات وجنود العدو".
وقال قماطي: "عملت مع الدكتور شمران في الغبيري، وقد عرف عائلات الغبيري وعمل معها ومع شبابها وعشنا معه ساعة بساعة، تأسيس نهج المقاومة وخط المقاومة الذي كلف به من سماحة السيد موسى الصدر. أسس نهج المقاومة التي انتجت قادة وعلماء وقادة واركان مقاومة غيرت وجه المقاومة والتاريخ وانتصرت ايران وبقيت الثورة، والاهم انها اصبحت اقوى دول المنطقة، تهابها اسرائيل التي شنت على محور المقاومة واستهدفت العملات الوطنية وتزعزعت وكان المفروض ان تنهار ولكن الاقتصاد المقاوم ناضل وصمد وانتصر، وها هي اميركا واوروبا والعالم الظالم الطاغوتي يتراجع عن هذه العقوبات في ايران وان شاء الله سيتراجع عن كل العقوبات التي فرضها على محور المقاومة وعلى شعوبه ودوله".
من جهته، أشاد المستشار الثقافي بمزايا شمران، وقال: "ان الانخراط في الفعاليات الثقافية والتعرف على لبنان تحديدا، علمني حقيقة هذه الشخصية المحورية ودورها المحوري في مقارعة الظلم والاحتلال والطغيان".
أضاف: "الشهيد شمران شخصية لا يحدها زمان ومكان ولا قومية ومذهبية. هو الذي طلق بالثلاثة" لذات حياته التي كان ينعم بها في الولايات المتحدة الأميركية حسب تعبيره، وآثر الانسلاخ عن تعلقات الدنيا رغم علومه ومناصبه المهنية هناك، ليعود إلى جنوب لبنان - جبل عامل، لعله كان مقدرا أن يكون من الجمهورية الإسلامية رسولا إلى لبنان في ذلك الوقت، رسول يرافق الإمام موسى الصدر في مؤازرة المستضعفين والمحرومين والفقراء، وتأسيس بنيان المقاومة. ثم عودته لخدمة مسيرة الثورة في بلاده، وحتى بلوغ الشهادة في خوزستان دفاعا عن وطنه".
وختم: "إن مشوار الشهيد شمران من بداية حياته حتى الشهادة، يشهد على دوره الذي قدر له أن يفيه حقه من أجل الثورة الإسلامية، وتأسيس بنيان المقاومة في إيران ولبنان وصولا إلى القدس".