وقد جاءت رواية هذا الدعاء عن (محمد بن عثمان العمري الأسدي) المعروف بـالخلاني المُكنَّى بأبي جعفر العسكري هو السفير الثاني وابن السفير الأول للإمام المنتظر ، الحجة بن الحسن العسكري (عليه وعلى آبائه التحية والسلام).
سند الدعاء:
ذكر دعاء الافتتاح الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد، والسيد بن طاووس في إقبال الأعمال، والشيخ الكفعمي في المصباح والبلد الأمين والمجلسي في زاد المعاد والشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان. وبناء على المصادر، أن الرواي لهذا الدعاء هو (محمد بن عثمان العمري) النائب الثاني للإمام الحجة (عج).
وجة التسمية:
بما أن هذا الدعاء يبدأ بالثناء والحمد لله وهي عبارة عن "اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ" سمي بـ "الافتتاح"
وقفة مع بعض فقرات الدعاء:
في دعاء الافتتاح مضامين إيمانية عقائدية وسلوكية يرسمها الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) بصورة تتفق قيميا مع منهجية القرآن الكريم في تربية الإنسان المؤمن والتي هي اليوم تمثل ضرورة معنوية وإيمانية تشد الإنسان الى عوالم الغيب.
فأول فقرة يبتدئ الإمام (عليه السلام) الدعاء ويكررها ويعطينا فيها منهجاً أخلاقياً وسلوكياً: حمده لله تعالى وشكره على جميل ما أعطى من نعمه الوافرة وأهمها نعمة الوجود، وإظهار الفقر والفاقة والذل أمام قدرة الله تعالى:
(اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ، وَاَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَّنِكَ ...).
)اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الإِصْباحِ، دَيّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ...).
)اَلْحَمْدُ للهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلمِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى طُولِ أَناتِهِ في غَضَبِهِ، وَهُوَ قادِرٌ عَلى ما يُريدُ...).
)اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ، وَلا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ، وَلا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الاَعِزّاءَ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ...).
)اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ...).
(اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا يُهْتَكُ حِجابُهُ، وَلا يُغْلَقُ بابُهُ، وَلا يُرَدُّ سائِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ...).
(اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُؤْمِنُ الْخائِفينَ، وَيُنَجِّى الصّالِحينَ.(...
)اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها، وَتَرْجُفُ الأَْرْضُ وَعُمّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها...).
)اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا، وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللهُ...).
(اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ، وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ.(...
ثم ينتقل في عدة فقرات من الصلاة والثناء على النبي (صلى الله عليه وآله وعلى أهل بيته):
(اَللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، أَفْضَلَ وَأَحْسَنَ، وَأَجْمَلَ وَأَكْمَلَ، وَأَزْكى وَأَنْمى، وَأَطْيَبَ وَأَطْهَرَ، وَأَسْنى وَأَكْثَرَ، ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ، عَلى أَحَد مِن عِبادِكَ وَأنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَصِفْوَتِكَ، وَأَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ).
)اَللهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَأَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ.(...
)وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ.(...
)وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ...).
) وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، وَالْخَلَفِ الْهادي الْمَهْدِيِّ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً.(...
)اَللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِىِّ اَمْرِكَ الْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ.(...
ثم يختم بالدعاء للإمام عجل الله فرجه ولشيعته وطلب الفرج له ولهم:
(اَللّهُمَّ إِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة، تُعِزُّ بِهَا الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ...).
(اَللهُمَّ الْمُمْ بِهِ شَعَثَنا، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا، وَكَثِّرْ بِهِ قِلَّتَنا، وَاَعْزِزْ بِهِ ذِلَّتَنا.(...
(اِشْفِ بِهِ صُدُورَنا.. وَأَذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلُوبِنا.. وَاهْدِنا بِهِ لِمَا اخْتُلِفَ فيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإذْنِكَ...).
اللهم ارزقنا توفيق الهداية لدولة المهدي المنتظر، بالمواظبة على العمل الصالح والتحلي بالورع والاجتهاد، والولاية لأوليائك والبراءة من أعدائك.
إقرأ أيضا خطبة الرسول الأكرم (ص) في استقبال شهر رمضان.. شرح الإمام الخامنئي
فعن أبي بصير عن الامام الصادق عليه السلام أنّه قال: (... من سُرّ أن يكون من أصحاب القائم، فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجرِ من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيّتها العصابة المرحومة).