أولا: هجوم رأس تنورة الذي كان الأول من نوعه، يعني أن صادرات النفط التي يشكل هذا الميناء عمودها الفقري لم تَعد آمنة، وباتت أكثر عرضة للتهديد.
ثانيا: يشكل قصف مقر ومصفاة نفط في قلب العاصمة السعودية الرياض ضربة نفسية ومعنوية ضخمة بالنسبة للقيادة السعودية التي تستمد شرعيتها بتوفير الأمان لمواطنيها، فقد شاهد معظم سكان العاصمة أعمدة اللهب والدخان التي غطت السماء نتيجة الحريق الذي اشتعل فيها.
ثالثا: وصول الطائرات والصواريخ اليمنية إلى المنشآت النفطية التابعة لشركة “أرامكو” العملاقة في الرياض وجدة والدمام ورأس تنورة وجازان سيقلل كثيرا من قيمتها السوقية المالية في الأسواق المحلية والعالمية، بالنظر إلى اعتماد الحكومة السعودية عليها، وأسهمها، للحصول على دخل يعوض العجوزات الضخمة في ميزانيتها ولتمويل مشاريع البنى التحتية الضرورية.
رابعا: فشل منظومات الدفاع السعودية الأمريكية الصنع، التي جرى دفع عشرات المليارات من الدولارات، إن لم يكن أكثر، لاقتنائها يشكل ضربة صاعقة للصناعة العسكرية الأمريكية، ويلحق الكثير من الضرر بسمعتها في الأسواق العالمية.
لا يمكن الفصل بين هذا التكثيف للهجمات على منشآت النفط والمطارات والموانئ السعودية وحالة التصعيد الحالي للحرب في مدينة مأرب الاستراتيجية للسيطرة على الاحتياطات النفطية والغازية اليمنية الهائلة في جوفها، ويلعب الطيران الحربي السعودي دورا كبيرا في عرقلة تقدم القوات اليمنية إلى قلب المدينة.
هذه الطائرات المسيرة الملغمة، والصواريخ الباليستية اليمنية، تحمل بين ثنايا قنابلها ورؤوسها المتفجرة رسالة واضحة للقيادة السعودية تقول مفرداتها، حسب ما شرح لنا مصدر مقرب من أصحاب القرار في حركة “أنصار الله”: “لا تتوقعوا أن تنعم منشآتكم النفطية وبناكم التحتية بالأمان طالما حربكم مستمرة علينا وتفرضون الحصار والتجويع على شعبنا وتغلقون ميناء الحديدة وتمنعون وصول احتياجاتنا من الطاقة والمواد الغذائية، وتحاولون عرقلة استيلاء قواتنا على احتياط النفط والغاز في مأرب آخر المحافظات الشمالية الخارجة عن سيطرتنا”.
الأمر المؤكد، وكما قال المصدر نفسه، أن القيادة السعودية تفهم مضمون هذه الرسالة، ولكنها ماضية قدما في تجاهلها، ويمنعها كبريائها من تنفيذ ما هو مطلوبٌ منها، وتنتظر من الإدارة الأمريكية الجديدة أن تقدم لها المخرج من هذه الحرب، وتنخدع ببيانات الإدانة للهجمات التي تصدر من عدة دول عربية ودولية، وكم هي مخطئة في موقفها هذا، والكلام ما زال للمصدر نفسه.
العميد يحيى سريع الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية أكد “أن الهجوم سيستمر طالما استمر العدوان السعودي، مما يعني أن الأيام المقبلة قد تشهد هجمات جديدة يعلم الله وحده أين تكون، ومن سيَصرخ أولا في مسابقة عض الأصابع هذه؟
المصدر:رأي اليوم