واضاف مسجدي في مقابلة متلفزة: ان الجمهورية الإسلامية الايرانية تريد أن يستتب الأمن تماما في العراق، قائلا: كل من يضعف أمن العراق، أو ينتهكه، لا نقبل به ولا ندعمه. كذلك فإن القوات الأمنية العراقية وقوات إقليم كوردستان الأمنية تستطيع حفظ الأمن في العراق بصورة جيدة. وتعتقد الجمهورية الإسلامية الايرانية أن من المهم للعراق أن ينعم كل مواطن فيه بالأمن والأمان، ويجب أن يتعاون الجميع في سبيل تحقيق ذلك. لا شك أن الجمهورية الإسلامية الايرانية تدعم هذا الموقف وتريد أن يستتب الأمن في العراق وفي إقليم كوردستان، وهي تقدم كل مساعدة لازمة لتحقيق ذلك.
وتابع مسجدي: بعد سقوط نظام صدام وعند بدء تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بعد 2003، تكونت العلاقات بين إيران وبين الحكومات التي تشكلت في العراق، وكانت علاقات بناءة ومؤثرة. استمرت من البداية وحتى عهد عادل عبدالمهدي وبعد تشكيل حكومة السيد مصطفى الكاظمي، لا تزال هذه العلاقات مستمرة، لافتا : ترتبط جمهورية إيران الإسلامية حاليا مع العراق بعلاقات جيدة تشمل مختلف الجوانب. هناك تعاون بين البلدين والعلاقات مع الكاظمي وحكومته إيجابية جدا وبناءة. خاصة بعد زيارة الكاظمي إلى طهران والمحادثات الرسمية والاتفاقيات الجيدة التي أبرمت، واستمرت هذه العلاقة الجيدة.
ليس لدينا اتفاقية جديدة لترسيم الحدود مع العراق
واشار مسجدي الى ان اتفاقية الجزائر سنة 1975، اتفاقية بين دولتين وهي مسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة. في عهد صدام وفي أيام الحرب، وبسبب زحف القوات، كانت حدودنا تتعرض لمشاكل أحيانا. كان العراقيون يجتازون حدودنا في بعض المناطق، أو كانت إيران تدخل بعض المناطق داخل الأراضي العراقية. لهذا حصلت مشاكل تتعلق بحدودنا، مضيفا: ليس هناك الآن قضية رسم حدود جديدة، بل هي مسألة تنظيم وتطبيق الاتفاقية لتثبيت الحدود، وهذا جرى تطبيقه بالتعاون والشراكة بين إيران والعراق، تم ترسيم قسم كبير من هذه الحدود وتم تحديد النقاط الحدودية وانتهى الأمر. هناك نقاط بسيطة باقية علينا أن نراجع الحدود الدولية بشأنها ونعيد تثبيت الوضع مثل ما كان عليه في الماضي. ما يمكنني أن أجزم به هو أنه ليست هناك قضية اتفاق جديد ولا حدود جديدة، بل المسألة هي تطبيق الاتفاق الذي كان قائما في السابق، وإن كانت تشوبه نواقص فإنها في طريقها إلى الحل.
إيران تعارض مهاجمة البعثات الدبلوماسية في العراق
وقال مسجدي: أقولها بكل صراحة، أنا لست مع أي نوع من الهجمات أو الاعتداءات على المراكز الدبلوماسية لأي دولة داخل العراق، نحن في الجمهورية الإسلامية الايرانية نعارض هذا تمام المعارضة ونستنكره وندينه. يجب أن يتوفر للمراكز الدبلوماسية الأمن اللازم، وأنت تحترم هذه المراكز. لا اختلاف بين أن يكون المركز سفارة أميركا أو أي دولة أخرى، وعلى هذا فإننا لا نستطيع قبول موضوع من هذا النوع ولا أن نقره. فنحن أنفسنا، تعرضنا للأسف لهجمات أعنف وأشد من هذه. أنظر ما جرى للقنصلية الإيرانية في البصرة، وفي النجف الأشرف، وفي كربلاء، تعرضت لهجمات أعنف مما تعرضت لها السفارة الأميركية، تعرضت للحرق، ولحقت بها أضرار بالغة حقا. لهذا فإن لنا موقفا جادا وواضحا فيما يرتبط بهذا الموضوع، وهو أنه لا يجوز تعرض المواقع الدبلوماسية أو المواقع التي تخص أي بلد في العراق لهجمات.
العراق لا يحتاج إلى الناتو أو غيره
واكد مسجدي قائلا: ان الجمهورية الإسلامية الايرانية تريد أن يستتب الأمن تماما في العراق وان كل من يضعف أمن العراق، أو ينتهكه، لا نقبل به ولا ندعمه.
واضاف: ان إيران ترى أنه لا حاجة لوجود قوات من خارج المنطقة في العراق، أم في مكان آخر. إيران ترى أن أمن المنطقة يجب أن يؤمن من قبل دول المنطقة، سواء أكان أمن العراق، الأردن، قطر أو السعودية أو الكويت أو أي بلد آخر. دول المنطقة تمتلك قدرات جيدة وعندها قوات أمنية وعسكرية مقتدرة. لديها جيوش ولديها قوات شرطة وقوات أمنية. وترى الجمهورية الإسلامية الايرانية أن أمن المنطقة، وأمن دول المنطقة يجب أن توفره المنطقة بنفسها. أو من خلال التعاون بينها.
القوات الأجنبية تخلق توترا في المنطقة
وأكد السفير الايراني أن القوات الأجنبية ليست فقط مصدرا للمساعدة والأمن ، ولكنها أيضا مصدر توتر. هناك قوى ضد القوات الأمريكية ، وبالتالي فإن وجود هذه (القوات الأجنبية) أصبح مصدرا لانعدام الأمن. وعلى هذا الأساس أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقبل تواجد قوات أجنبية في العراق أو خارجه.
زيارة رئيس السلطة القضائية الى العراق كانت مثمرة
وقال السفير مسجدي ان زيارة رئيس السلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية الايرانية كانت جيدة جدا وناجحة وأسفرت عن المزيد من التعاون القانوني والقضائي بين إيران والعراق.
في هذه الزيارة تم توقيع اتفاقيات تفاهم في مجالات متنوعة. مثلا في مجال متابعة ملف استشهاد الشهيد قاسم سليماني والسيد أبو مهدي المهندس، أو في مسألة المحتجزين، فيما يتعلق بالمسائل القانونية والحدودية، فيما يتعلق بالمساندة القانونية والقضائية للتجار وللمسائل الاقتصادية. أنا أعتقد أن زيارته كانت جيدة وناجحة فيما يخص العراق وكذلك الجمهورية الإسلامية.
في قضية سنجار ، أهل سنجار حاسمون
وقال مسجدي: أعتقد أن الذي يهم أكثر من غيره هو أهالي سنجار، وسكان سنجار. يجب توفير الأمن لهم وتقديم الخدمات لهم، لقد عانى سكان هذه المنطقة والمناطق الأخرى الكثير من الأذى والعذاب على يد داعش، وبسبب غياب الاستقرار. تريد الجمهورية الإسلامية الايرانية أن يعيش أبناء سنجار في أمان، وكذلك مختلف عشائر تلك المنطقة. .
سنجار لا علاقة لها بتركيا
وحول تورط تركيا في شمال العراق بذريعة سنجار، قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن سنجار ليست لها علاقة بتركيا هذه قضية عراقية داخلية بالكامل ويجب أن يحلها العراقيون أنفسهم، مؤكدا إن الجمهورية الإسلامية الايرانية تعارض أي اعتداء أو تهديد من تركيا أو أي دولة أخرى ضد العراق. القوات العراقية مسؤولة عن توفير الأمن في العراق ، وأن على القوات الكردية العراقية توفير الأمن في منطقتهم. على تركيا الانسحاب إلى حدودها الدولية وأن يؤمن العراق من قبل العراقيين أنفسهم.