واشار اللواء سيد يحيى صفوي امام مؤتمر التطورات الجيوستراتيجية والجيوسياسية في جنوب غرب آسيا في القرن الحادي والعشرين الى افول امبراطورية اميركا على المقياس العالمي في العقد الثالث من القرن الحادي و العشرين وقال لقد مرت على العالم فترة كان فيه حتى الحديث عن مقارعة القوة من غير منافس يعني الامبراطورية الاميركية امرا مثيرا للسخرية ولايعقل وكان يعد ضربا من الخيال .
وأضاف اننا نشهد الآن عشية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين الميلادي ، أحداثًا تدل على تراجع وسقوط الإمبراطورية الأميركية على نطاق عالمي .
وتابع اللواء صفوي ان الولايات المتحدة فشلت في ان تكون القوة العظمى الوحيدة أو القوة المهيمنة الأميركية للسيطرة على القوة الاقتصادية والقدرة العسكرية والقيادة والإدارة السياسية للعالم ، حتى في القضايا الأيديولوجية والثقافية للعالم.
وفي إشارة إلى بوادر افور وسقوط الإمبراطورية الأميركية ، قال اللواء صفوي إن بوادر افول الإمبراطورية الأميركية متجذرة في التغيرات الداخلية للمجتمع الأميركي والسياسيين الاميركيين وقد تجلى هذا الافول في الانتخابات الأخيرة بشكل واضح لجميع المفكرين في العلوم السياسية والاقتصاديين وعلماء الاجتماع وقد وجه الرئيس الاميركي السابق الارهابي والمتغطرس والفاقد للوعي السياسي والدولي اخر ضربة بالجذور الفاسدة لهذه الإمبراطورية.
وفي إشارة إلى الأسباب الخارجية لافول القوة الأميركية قال اللواء صفوي ان الغزو العسكري واحتلال البلدين المسلمين المضطهدين أفغانستان والعراق والغوص في وحل الحرب في هذين البلدين وإنفاق الموارد الاقتصادية والبشرية للولايات المتحدة والناتو على مدى عشرين عامًا في صحاري العراق والجبال الشاهقة لافغانستان واستثمار خصوم أمريكا الإستراتيجيين ، الصين ، الفرصة اقتصاديًا ، وروسيا من أجل تعزيز قوتها العسكرية ، هي أسباب أخرى لافول القوة الأميركية.
وأضاف: "يبدو أن العالم الحالي يتجه بسرعة كبيرة نحو التغييرات وانتقال القوة من نصف الكرة الغربية إلى الشرقية و لن تكون أي دولة سواء كانت الولايات المتحدة أو حتى الصين أو أي قوة عظمى أخرى ، القوة العظمى الوحيدة في العالم ، وسوف ينقلب صعود القوة الغربية ابان القرن الثامن عشر فما بعد ، وربما ستعود القدرة على صعيد الاقتصاد العالمي الى اسيا ، وستكتسب القوى الكبرى الصين والهند وروسيا الاعضاء في منظمة شنغهاي القوة اقتصاديا وامنيا وعسكريا في مواجهة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) .
ونوه إلى فشل الإستراتيجيات الأمريكية والصهيونية في منطقة غرب آسيا وتوفر الأرضية لترحيل أميركا منها، وصرح: السياسات الإستراتيجية للجمهورية الإسلامية وشركاءها الدوليين والدول ذات التوجهات المتقاربة لها، قد نجحت في افشال استراتيجية وكالات المخابرات الأمريكية والصهيونية وبعض دول المنطقة، بينما فشلت سياسات الجبهة المواجهة لها وازدادت جبهة المقاومة قوة ونفوذا سياسيا في منطقة غرب آسيا، وانتصرت إيران كقوة في غرب آسيا وسنشهد ذلك بوضوح في المستقبل القريب مع انسحاب الجيش الإرهابي الأمريكي من منطقة غرب آسيا.