ففي تلك الدولة القريبة من القطب الشمالي والمحيط المتجمد الشمالي، تم افتتاح فندق جليدي بالكامل، واستخدم في تشييده حوالي 40 ألف طن من الجليد.
ويضم الفندق الجليدي غرفا وصالة وحتى كنيسة زفاف لم يرغبون في قضاء عطلة باردة ولمن يرغبون في "الزواج" في بيئة ثلجية بدرجات حرارة تصل إلى 5 درجات تحت الصفر.
ويتضمن الفندق 21 غرفة وجناحا، نحتت بداخلها أعمال فنية جليدية، كما يضم أحواض استحمام ساخنة وساونا تحت النجوم.
ويوجد هذا الفندق الجليدي، واسمه "أوتيل دو غلاس" أو "فندق الجليد" في منتجع فالكارتيه في مقاطعة كيبيك، بكندا.
وعلى الرغم من أننا نعلم أن الذهاب لقضاء عطلة "صقيعية" في هذا الوقت من العام ليس متاحا للجميع بسبب تفشي وباء كوفيد-19 في العالم أجمع، ولكن لا بأس من إلقاء نظرة على هذا الفندق بما يتضمنه من منحوتات ولوحات فنية جليدية.
تبدو غرف الفندق رائعة للغاية، مع نقوش معقدة على الجدران، وأسرة كبيرة مصنوعة من الجليد وحتى مدفأة صغيرة، وهي بالتأكيد ليست مصنوعة من الجليد.
وتشمل المعالم البارزة في الفندق أيضا التماثيل الجليدية الكبيرة التي يمكن العثور عليها أثناء التجول في ممراته، في حين أن يحتوي المطعم المصنوع من الجليد بدوره على طاولات وأرائك مصنوعة من الجليد أيضا، ويمكن الاسترخاء عليها بكل أريحية، ويتم تقديم الطعام فيه بينما يتم تقديم المشروبات في أكواب مصنوعة من الثلج بكل تأكيد.
وبالطبع فإن أجنحة الفندق وغرفه ليست للعرض فقط، فمن الممكن الحجز لإقامة ليلة واحدة، بحسب ما ذكرت صحيفة ميرور البريطانية.
ويحصل الضيوف على أكياس نوم في القطب الشمالي، وهو عبارة عن سرير من الجليد، بالإضافة إلى غرفة في "فندق فالكارتيه" في نفس الليلة حيث يمكن للضيوف تخزين أمتعتهم والاستحمام في الصباح، إذ بالتأكيد لن يستطيع المقيم في الفندق الجليدي أن يستحم بالماء المثلج، إلا للقادرين على ذلك.
الغريب في الأمر أنه تتم إعادة بناء الفندق من الصفر كل عام، بتصميم وديكور جديدين، حيث تبدأ علمية البناء في ديسمبر، وتستغرق 6 أسابيع، ويعمل في تشييده 50 شخصا، وباستخدام 40 ألف طن من الجليد والثلج.
ونظرا لأن الثلج هو المادة الرئيسية لبناء "فندق الجليد"، يجب أن تكون درجات الحرارة أقل من -5 درجة مئوية حتى يتم البناء، وتُستخدم مدافع الثلج في الموقع لإنشاء كمية هائلة من الجليد والثلوج اللازمة.
ولإنشاء المبنى نفسه، يتم نفث الثلج في القباب والأقبية، ثم يتم تثبيته في مكانه لبضعة أيام بأشكال وقوالب خشبية. بمجرد أن يصبح الثلج أكثر صلابة ويتجمد، تتم إزالة الأشكال والقوالب.
أما بالنسبة للأثاث، لن يكون فندقا جليديا بدون أكوام من الجليد - ويتم استخدام كتل ضخمة منها لإنشاء الكراسي والأسرة وطاولات النوم وحتى البار الموجود في الموقع.
كما يستخدم الجليد لإنشاء منحوتات وأعمدة وأعمال فنية لافتة للنظر يمكن العثور عليها بعيدا وسط جميع غرف وممرات الفندق.
يشار إلى أنه تم افتتاح أول فندق جليدي لأول مرة في كندا في العام 2001، وكان مستوحى بالفعل من "فندق الثلج" "آيس هوتيل" في السويد، الذي شيّد عام 1996 أيضا بالكامل من الجليد والثلج مع أكوام من الأعمال الفنية والإقامات المتاحة طوال الليل.
منذ العام الأول لإطلاقه، استقبل فندق الجليد الكندي أكثر من مليوني زائر، حيث اختار ما يقرب من 70 ألف ضيف الإقامة لليلة واحدة.