لا تحشروا إسم ايران ولا تدّعوا لها بطولات مسيئة لسمعتها

الخميس 14 يناير 2021 - 09:23 بتوقيت مكة
لا تحشروا إسم ايران ولا تدّعوا لها بطولات مسيئة لسمعتها

مقالات-الكوثر: يحاول البعض [جُزافاً] أن يحشر إسم ايران في أحداث داخلية وحوادث طبيعية ونزاعات فئوية تشهدها بلدان إقليمية وغير إقليمية، مع أن الواقع الحالي والمعادلات السياسية الدولية ودستور الجمهورية الإسلامية الايرانية لا يسمح بأي تدخل لها في شؤون الدول الاخرى مثل ما لا تسمح ايران [في المقابل] لأي دولة بالتدخل في شؤونها الداخلية .

  وربما ينطلق بعض الإعلاميين من منطلق الحب لايران ومحاولة تضخيم عضلاتها وتهويل قوتها في أعين القرّاء عندما يزعم ان [ايران نقلت الحرب الى الداخل الامريكي!!] ولكن عندما نفتح المقال لمعرفة (متى وكيف واين نقلت ايران الحرب الى امريكا وما هي أدلّة الكاتب) واذا بنا لا نجد كل ذلك بتاتاً!!!
   هذا الادعاء غير الحقيقي معناه ان لايران يداً في أحداث الشغب والهجمات التي شنها الغوغائيون والرعاع من انصار الأرعن ترامب بعد خطابه التحريضي لعصابته الأشقياء أمام البيت الابيض بالتوجه الى مبنى الكونغرس، فهاجموه وقُتل من قُتل وسالت دماء الجرحى في هذا النزاع، وعثرت الشرطة على عبوات ناسفة وقنابل موقوتة مزروعة حول أسوار مجلسَي النواب والشيوخ.
   أقولها هنا بصراحة:  ايران لادخل لها بهذه الاشتباكات مطلقاً، وهي في غنى عن هكذا مقالات ومزاعم وتهويلات منكم يا أصدقاءها، فهي تضرها ولا تنفعها . فالكاتب المحب لايران والمؤيد للولاية لا ينبغي ان يلصق بايران اعمالاً غوغائية وهجمات على مؤسسات مدنية وبرلمانية فيهيئ الرأي العام للقبول بأي عدوان يشنه دعاة الحرب وترامب الأهوج على ايران، لأن ادعاءات  المقال المذكور تهيئ الرأي العام العالمي لتقبُّل الاعتداءات المقابلة على ايران وأصدقائها، فالاعلام المعادي والامريكي يتسقّط هذه الكتابات ويرتاح لها، ويبحث عنها، ويروج لها، لكي يخاطب بها عقول القراء وعواطف الناس، وليقنع الرأي العام بان ايران معتدية وأن أمريكا وقعت ضحيةً للتدخلات الايرانية ! وبأن أحداث الشغب والهجمات على المؤسسات الدستورية والمدنية والبرلمانية بواشنطن كانت بتدخل أيادٍ ايرانية!! وأن مؤيدي ايران وانصارها (وليس بلاطجة ترامب وعصاباته ورعاعه) هم الذين يقفون وراء الاضطرابات والصدامات الأخيرة مما يدعو بايدن وإدارته الى اتخاذ مواقف معادية للشعب الإيراني الذي يئن تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الخانقة.

 تُرى منذ متى غدت ايران حليفة لنهج ترامب الطائش ومحرضة لعصاباته على الكونغرس؟ ومتى التقت مصالح طهران مع طموحات عدوها اللدود دونالد وجنونه؟
   وهذا ينطبق ايضاً على مزاعم وحوادث اخرى شهدتها بلدان اقليمية وعالمية، فعندما يتأخر تشكيل الحكومة اللبنانية او تتعرض السفارة الامريكية في بغداد لهجمات بقذائف صاروخية او تنفجر ناقلة نفط في ميناء على البحر الاحمر، او يردّ اليمنيون على الهجمات الجوية السعودية على المناطق المدنية والمنشآت التعليمية والطبية بضرب مجمع ارامكو النفطي بالصواريخ اليمنية، او تكون هناك ألغام بحرية، او حرائق في غابات فلسطين المحتلة وأمريكا وغيرهما، وامثال ذلك من احداث؛ ينبري بعض الاعلاميين المحبين لايران ويتطوع بعض المناصرين لقيادتها، للادعاء بنسبتها الى طهران ويصورونها وكأنها بطولات إيرانية !!! وطهران بريئة من ذلك براءة تامة، وليس لها في هذه الاحداث يد ولا حتى اصبع !
  مرة اخرى؛ أنصح هؤلاء الاعلاميين أصدقاء طهران بأن إيران لا تحتاج لهكذا تلميع ومدح و اطراء وتهويل بقدراتها وليست بحاجة لادعائكم بطولات مزعومة لم تقم بها ولا هي إدعتها وليست من مصلحتها أصلاً ، لأن ذلك يبرّر أمام الرأي العام أي اعتداء عليها من اعدائها، ويسوّغ لأمريكا وعملائها طعن ايران وقتل علمائها من باب المعاملة بالمثل .
  ثم لماذا ينبغي أن تتحمل ايران تبعات ادعائكم بأن لها يداً في احداث لاناقة لها فيها ولا جمل !!
وسبق أن كتبتُ مقالاً عنوانه(قصف السفارة الامريكية مؤامرة مدبرة ام بطولات مزعومة ) تساءلتُ فيه [ هل ضرب السفارة الامريكية في بغداد مقاومة بطولية حقاً؟ أم هو مؤامرة مدبَّرة من جهات مسلحة غامضة هدفها تهيئة الرأي العام لتقبّل أي اعتداء على ايران واغتيال لعلمائها؟] وقد أعلنت إيران مراراً و تكراراً معارضتها لقصف المقارّ الدبلوماسية..
{فَاعتَبِرُوا يَا أُولِيْ الأَبصَار}

رعد هادي جبارة

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 14 يناير 2021 - 09:17 بتوقيت مكة