واشار السيد نصر الله إلى انه "يجب ان نعترف بفضل الشهداء ومعروفهم وعدم السكوت وأن نذكرهم للناس والعالم وشعوبنا وأجيالنا وبتضحياتهم وبإنجازاتهم، ومن عناوين الوفاء تكريم هؤلاء الشهداء وتقديم الاحترام لهم وأن نشكرهم على ما قدموا وضحوا به".
من الساعة الأولى لهذه الحدثة العظيمة وإلى اليوم في الذكرى السنوية الأولى، نحن شهدنا مظاهر كبيرة ومهمة من الوفاء، وعلى سبيل المثال، في إيران مستوى التفاعل الشعبي الهائل والكبير مع الحادثة والاندفاع إلى الساحات في الكثير من المحافظات والمدن وفي استقبال جثمان الشهداء وتشييعهم الذي كان تاريخيا"، وقال: "ما شهدناه حتى اليوم تعبير عالي عن الوفاء، هذا درس لنا جميعا كيف يجب ان نتعاطى مع شهدائنا وكيف يجب ان نكرمهم ونحترمهم ونمجدهم، هذا الأمر شهدناه منذ الساعات الأولى في العراق الذي سقطت فيه هذه الدماء الذكية وفي اليمن وسوريا وفلسطين ولبنان والبحرين، وفي لبنان نحن معنيون بأن نذكر ونعترف ونشكر ونقدر من وقف معنا منذ اليوم الأول للاجتياح الاسرائيلي في لبنان".
وأوضح انه "كلنا يتذكر عندما اجتاح جيش الاحتلال الاسرائيلي الاراضي اللبنانية وكان في تهديد أن يكمل باتجاه كل الاراضي اللبنانية وكان إيران مشغولة بالحرب عليه ومع ذلك الامام الخميني لم يترك لبنان ولم يترك سوريا". وسأل "من الذي ساعد لبنان على تحرير أرضه، ومن الذي وقف إلى جانب اللبنانيين ودافع عنهم؟". وأكد ان "المقاومة هي التي تحمي لبنان في مواجهة العدو الاسرائيلي ضمن المعادلة الذهبية وهي التي تحافظ على حقوق لبنان وسيادة لبنان".
من جهة أخرى، أوضح ان هناك "وسائل الاعلام زوّرت وحرّفت تصريح قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الايراني حاجي زاده وهم مزوّرون وضعفاء، هم الذين يحرّفون التصريحات الإيرانيّة، نعم الجمهورية الإيرانيي هي التي تدعم المقاومة بالسلاح والصواريخ ونحن وغزة جبهة أمامية في وجه الاحتلال الاسرائيلي". ورأى انه "إذا كان هناك من يسأل عن لبنان فهو بسبب هذه المقاومة وهذه الصواريخ وكلنا بتنا نعرف قيمة لبنان وشعب لبنان عند كل الدول العالمية والدول الاقليمية".
كما اعتبر انه "إذا كان في أمل ان يملك لبنان بعض المال فهو من النفط والغاز وإذا أعطي الفرصة لذلك فهو ببركة المقاومة وصواريخ المقاومة التي أعطتها إيران للمقاومة". وشدد على أن "كل الدعم الإيراني للمقاومة هو غير مشروط وبلا شروط وكل المعارك التي خاضتها المقاومة كانت من أجل تحرير لبنان والدفاع عن ارضه ومياهه وستبقى كذلك ولعله من أهم المقاومات في تاريخ البشرية هي هذه المقاومة الموجودة في لبنان".
وأكد انه "لا يمكن ان نساوي بين من دعمنا بالمال والسلاح وأعاننا لتحرير أرضنا وسلاحنا وساعدنا لنكون قوة ردع، أن نساوي بينه وبين من تآمر على لبنان ودعم العدو الاسرائيلي خلال كل سنوات الاحتلال".
واعتبر السيد نصرالله انه "طول السنة هذه الحادثة حاضرة بقوة في المعادلات السياسية والأمنية والعسكرية وهناك ققل كبير في المنطقة، أمس الاسرائيليون أعلنوا انهم رفعوا نسبة الاستنفار إلى أعلى المستويات بسبب هذه الذكرى السنوية، واليوم المنطقة في حالة توتر شديد وأي حادث لا نعرف إلى أين يجر المنطقة والاميركيون يتصرفون بالحد الأدنى بحالة خوف وانتظار والاخوة في إيران يفتضرون ان ترامب قد يحضر لشيء ما، وأنا أقول ان هذه الحادثة ستبقى حاضرة بقوة وهنا أشير إلى نقطة مهمة جدا لأن البعض يفكر بطريقة خاطئة، البعض يفترض ان إيران ستعتمد على وكلائها للرد على اغتيال سليماني وأنا أقول ان إيران لا تطلب شيئا وهي تقرر عندما تريد ان ترد أمنيا أو عسكريا بما يتناسب مع الحادثة". وشدد على ان "إيران ليست ضعيفة وهي تعرف متى ترد عسكريا أو أمنيا متى رأت ذلك مناسبا".
وأشار إلى ان "محور المقاومة استطاع ان يستوعب هذه الضربة الكبيرة جدا، الخسارة كانت كبيرة جدا لكن المحور استطاع ان يستوعب، الاميركيون افترضوا ان الوضع في العراق سينهار لمصلحتهم وان محور المقاومة سينهار عند اغتيال سليماني، هذا كله تم معالجته واستيعابه ونحن بحسب ثقافتنا وانتمائنا وتاريخنا نعرف كيف نحول التهديدات إلى فرص، والدم إلى دافع قوي للثبات والصمود والاحساس أكثر بالمسؤولية". وتوجه إلى الأميركيين وكل من هو في محورهم، قائلا: "اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر، عندما تقتلونا سيزداد شعبنا وعي". وأضاف "عندما تقتلون قادتنا نزداد عنادا وتصلبا وتمسكا بالحق ومن يراهن انه بالقتل والاغتيال والحروب ومن يراهن بالحصار والعقوبات بأنه سيضعفنا هو واهم".
ورأى نصرالله ان "تداعيات هذه الحادثة على درجة عالية جدا من الاهمية، أولا "اخراج أميركا من المنطقة" ما كان هذا الشعار ليصبح شعارا لولا هذه الحادثة التاريخية وضخامتها، الاميركيون اخترعوا داعش باعتراف أحد كبار الجنرالات الأميركان وحتى الوزير السابقة هيلاري كلينتون تعترف بهذا الأمر، واخترعت داعي ليعود الاحتلال إلى العراق لكن بطريقة مختلفة"، وقال: " ما كُشف عمّا قام به سليماني حتّى الآن قليل وسيتمّ الحديث عن إنجازاته لاحقاً واغتياله وضع القوات الأميركية على طريق الخروج من العراق".