ينقسم الرياء أقساماً تلخصها النقاط التالية:

1- الرياء بالعقيدة: باظهار الايمان وإسرار الكفر، وهذا هو النفاق وهو أشدها نكراً وخطراً على المسلمين، لخفاء كيده، وتستره بظلام النفاق.

قال الله تعالى: ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ﴾ (آل عمران:167).

2- الرياء بالعبادة مع صحة العقيدة. وذلك بممارسة العبادات أمام ملأ الناس، مراءاة لهم، ونبذها في الخلوة والسر، كالتظاهر بالصلاة، والصيام، وإطالة الركوع والسجود والتأنّي بالقراءة والأذكار وارتياد المساجد، وشهود الجماعة، ونحوه من صور الرياء، في صميم العبادة أو مكملاتها، وهنا يغدو المرائي أشد إثماً من تارك العبادة، لاستخفافه باللّه عز وجل، وتلبيسه على الناس.

وجاء في القرآن الكريم: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) (الماعون).

وقوله تعالى: (.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ..) (البقرة:264)

3- الرياء بالأفعال: كالتظاهر بالخشوع، وتطويل اللحية، ووسم الجبهة بأثر السجود، وارتداء الملابس الخشنة ونحوه من مظاهر الزهد والتقشف الزائفة.

4- الرياء بالأقوال، كالتشدق بالحكمة، والمراءاة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتذكير بالثواب والعقاب مداراة وخداعاً، وهي .

وقد نبه الله تعالى رسوله (ص) من سلوك المنافقين في المجتمع الاسلامي بقوله: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة) (المنافقون:4).

ونستعين على انفسنا وجوارحنا من الرياء بدعاء الامام زين العابدين (عليه السلام) في مناجاته -: اللهم لك قلبي ولساني، وبك نجاتي وأماني، وأنت العالم بسري وإعلاني، فأمت قلبي عن البغضاء، وأصمت لساني عن الفحشاء، وأخلص سريرتي عن علائق الأهواء، واكفني بأمانك عن عوائق الضراء، واجعل سري معقودا على مراقبتك، وإعلاني موافقا لطاعتك، وهب لي جسما روحانيا، وقلبا سماويا، وهمة متصلة بك. آمين رب العالمين.

إقرأ يضا: عقائد مدرسة آل البيت (ع)..(8) الرياء وطلب الجاه والرفعة

وسوف نتناول في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى دواعي الرياء