التوسل بدعاء الانبياء والاولياء امر متعارف ومتفق عليه بين الامة الاسلامية ومن المسلمات، امر لايختلف عليه اثنان.

الآية المبحوث عنها  (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءؤك) توجه وتلفت نظر وعقول المؤمنين وتحثهم على الرجوع الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) للتوسل بدعاءه الى الله تعالى ليغفر لهم، لكن (آية ٥ من سورة المنافقون)، (واذا قيل لهم تعالوا  يستغفر لكم رسول الله  لووا رءؤسهم ورايتهم)، ذم القران الكريم المنافقين الذين لم ينهلوا ولم يستغلوا الفرصة والرحمة الالهية والفيض الرباني الزاخر، ذهبت الفرصة عنهم باعراضهم عنه وعن مقامه ووجوده الشريف بينهم وعن دعائه (يريد الله الا يجعل لهم حظا في الآخرة).

ولايخفى، ان التوسل برسول الله (ص) وباهل بيته (عليهم السلام) وبدعائه جاء ذلك في الذكر الحكيم وفي منظومتنا الروائية عنه وعن اهل بيت العصمة (عليهم افضل الصلاة والسلام) وفي ادعيتهم المباركة.

اي ان التوسل به وبدعائه في حياته ومماته، وان ذلك الباب والرحمة الالهية لم توصد، بقي باب الرحمة والاستغفار مفتوح الى يوم القيامة، يزخر ذلك البحر الالهي بالرحمة الموصلة، والشفاعة المقبولة عند الله، وباذنه سبحانه، من غير فرق بين حياته الدنوية او بعد رحيله (ص)، لافرق ابدا بين النشأتين ماقبل الموت ومابعده في اعتماد الوسيلة للتقرب الى الله تعالى بهم ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة...) (المائدة: ٣٥) والوسيلة هو الرسول الاكرم وأهل بيته المعصومين عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام.

وختاما: جاء في زيارة النبي الاكرم (ص) في يوم السبت، (اَللّـهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ: وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً، اِلـهى فَقَدْ اَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَ اْغِفْرها لي، يا سَيِّدَنا اَتَوَجَّهُ بِكَ وَبِاَهْلِ بَيْتِكَ اِلَى اللهِ تَعالى رَبِّكَ وَرَبّى لِيَغْفِرَ لى)..اللهم آمييييين.

إقرأ أيضا: قبسات قرآنية (19).. حركية سورة النبأ