ضميرِيَ أمْسِكْ لا إخالُكَ تَسْعَدُ وثَمَّ حِدادٌ حاسِرٌ فيهِ أحمدُ
رآى فاطماً تشكُو الديارَ وأهلَها مُسائِلةً : ما للأنامِ تجَمَّدُوا
فوا أسفاً أينَ الحصافةُ والنُّهى أَيُتْرَكُ رَبّانٌ ويُقصَدُ مِقْوَدُ ؟!!
رأى ألَماً أردى البَتُولَ حزينةً وليس يُواسِيها حُشُودٌ وذُوَّدُ
فيا زفَراتِ القلبِ واسِي محمداً بفقدِ ضَنَاً كانتْ كاُمٍّ ُ تَوَدَّدُ
وماتتْ فِدا الحقّّ الجَلِيِّ مُناصٍرا إمامَ زمانٍ بالتُّقى هو أمجَدُ
أَبانَتْ وقالتْ خُطبةً نبوّيَّةً فَلانَ لها قلبٌ يَرِقُّ وعُبَّدُ
وَضجَّ لها اهلُ الدّرايةِ والتُّقى بُكاءً وآهاً فالكليمُ محمدُ
ولكنّ من سنَّ الجفاءَ أراعَها وآلَمَها عَسفاً يجورُ ويُجهِدُ
ففارقتِ الدنيا وغُيّبَ قبرُها وإنّ ثرى اُمِّ الأئمةِ سُؤدَدُ
على ألمِ الزهراءِ أسبِلُ دمعتي فمحنتُها عِبْرَ الزمانِ تُخلَّدُ
لقدَ قطعوا أوداجَها يوم كربلا وذلك لمّا في السقيفةِ أفسَدُوا
وهم هضَمُوا إرثَ النبيِّ تُراثَها وسارَ بِذا ظلمُ الورى يتَجدّدُ
وصارَ فِعالَ الظالمينَ فِعالُهمْ إلى اليومِ نيرانٌ وقهرٌ ومِفصَدُ
فيا بئسَ أهواءٌ أمَضّتْ حياتَنا وَما ضامَنا أمسٌ يُخبّئهُ الغَدُ
الى الله ندعو أنْ يُعَجِّلَ دولَةً تقيمُُ لنا عدلَ الولايةِ تُنجِدُ
يُسَدِّدُنا سبطُ النبيِّ مسيرةً عليه سلامُ الله سبطاً يُوَحِّدُ
ففي دولةِ المهديِّ قُرةُ أعيُنٍ تُكحِّلُ أبصارَ الهُداةِ وتُسعِدُ
لفاطمةَ البُشرى هناكَ عظيمةٌ وكلُّ ظُلاماتِ العبادِ تُبَدَّدُ
نواظِرُنا ترنُو إلى الحِلمِ والهدى ودولةِ أطهارٍ بها العيشُ أرغَدُ
بقلم : حميد حلمي البغدادي