أيا ربُّ ما الأحزانُ مِن أنّةٍ تجري بقلبٍ شكا ظُلماً تَشرَّبَ بالغدرِ
تُجادلُ بالحُسنى الزكيّةُ منبتاً وتعرِضُ بُرهاناً على مَعشَرِ القَسرِ
ولكنّهُم حِلفُ الذين تجادَلُوا تجادُلَ إعراضٍ عن الحَكَمِ البَرِّ
هي ابنةُ من أدّى الرسالةَ صابراً وزوجةُ نبراسِ العقيدةِ والطُّهرِ
هي الوحيُ قرآناً لقومٍ تجاهلوا ومِصداقُ آياتِ الشفاعةِ والصَبرِ
هي الكوثرُ الرقراقُ طابَ معينُهُ هي النورُ والقُربى وريحانةُ البدرِ
فواهاً على جُرمٍ أهاجَ شُجُونَها وذلك ما أدّى الى الموتِ والقبرِ
وكانت بريعانِ الشبابِ كريمةً وفي كنَفِ الهادي المُجَلَّلِ بالفخرِ
وقد طلبتْ حقّاً وذاك تُراثُها حقَّ إمامٍ صادقِ الوَعدِ والنَّذْرِ
و لكنَّ آذانَ العدالةِأغلَقَتْ مَسامِعَها يا ويلَ نائبةِ الدّهرِ
فعادتْ ولم تُورَثْ وأَحرَقَ بابَها جفاةُ خِلاقٍ بدّلُوا اليُسْرَ بالعُسْرِ
وماتَتْ بظُلْمٍ وهي تعلمُ أنها وديعةُ طه والجميعُ بذا يَدرِي
الى الله شكواها البَصِيرِ مُنيبَةً تَرى فَيئَها رَهنَ التآمُرِ والحَجْرِ
وقد نَطقَتْ عِلمَاً فصارَ كلامُها إلى الآن منشُوراً يُجلجِلُ بالثَّأْرِ
وراحَتْ إلى ربِّ العبادِ شهيدةً على فِتَنٍ تُفضي لمُنقلَبِ الخُسْرِ
سلامٌ على الزهرا البتولِ تحيّةً تُخلِّدُ إنسانا تطهَّرَ في الذِّكْرِ
أطاعَتْ رسولَ اللهِ وهو حبيبُها وواسَتْ إمامَاً خانَهُ الزمَنُ المُزري
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي