عقائد مدرسة آل البيت (ع).. (2) أنواع الظلم

الثلاثاء 22 ديسمبر 2020 - 12:44 بتوقيت مكة
عقائد مدرسة آل البيت (ع).. (2) أنواع الظلم

اسلاميات-الكوثر: أنواع الظلم: يتنوع الظلم صوراً نشير اليها إشارة لامحة:

1- ظلم الانسان نفسه:

وذلك باهمال توجيهها الى طاعة اللّه عز وجل، وتقويمها بالخلق الكريم، والسلوك الرضي، مما يزجها في متاهات الغواية والضلال، فتبوء آنذاك بالخيبة والهوان.

(ونفس وما سواها، فألهما فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها)) الشمس:7 – 10).

وعن جابر بن عبد الله الانصار(رض) عن النَّبي محمد (صلى الله عليه وآله)، أنَّه أمر باتّقاء الظُّلم وشبَّهه بالظُّلُمات التي ستحيط الظَّالم يوم القيامة؛ حيثُ قال (ص) : (اتَّقوا الظُّلمَ، فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ...).

2- ظلم الانسان عائلته:

وذلك باهمال تربيتهم تربية إسلامية صادقة، وإغفال توجيههم وجهة الخير والصلاح، وسياستهم بالقسوة والعنف، والتقتير عليهم بضرورات الحياة ولوازم العيش الكريم، مما يوجب تسيبهم وبلبلة حياتهم، مادياً وأدبياً.

3- ظلم الانسان ذوي قرباه:

وذلك بجفائهم وخذلانهم في الشدائد والأزمات، وحرمانهم من مشاعر العطف والبر، مما يبعث على تناكرهم وتقاطعهم.

4- ظلم الانسان للمجتمع:

وذلك بالاستعلاء على أفراده وبخس حقوقهم، والاستخفاف بكراماتهم، وعدم الاهتمام بشؤونهم ومصالحهم. ونحو ذلك من دواعي تسيب المجتمع وضعف طاقاته.

وأبشع المظالم الاجتماعية، ظلم الضعفاء، الذين لا يستطعيون صد العدوان عنهم، ولا يملكون الا الشكاة والضراعة الى العدل الرحيم في أساهم، وظلاماتهم.   

وحذر النَّبي(ص) الظَّالم من دعوةٍ تصيبه ممَّن ظلمه، وقال(ص): (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، و إن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ).

وعن الامام محمد الباقر (ع) قال: لما حضر علي بن الحسين (ع) الوفاة، ضمني الى صدره، ثم قال: (يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه، قال: يابني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً الاّ اللّه تعالى).

5- ظلم الحكّام والمتسلطين:

وذلك باستبدادهم، وخنقهم حرية الشعوب، وامتهان كرامتها، وابتزاز أموالها، وتسخيرها لمصالحهم الخاصة، من أجل ذلك كان ظلم الحكام أسوأ أنواع الظلم وأشدّها نُكراً، وأبلغها ضرراً في كيان الأمة ومقدراتها.

قال الله تعالى في محكم كتابه: (ولا تحسبن اللّه غافلاً عمّا يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) (ابراهيم:42).

وقال أمير المؤمنين الإمام علي(ع): (إياك والظلم، فمن ظلم كرهت أيامه ).

قال الامام جعفر الصادق (ع) (العامل بالظلم، والمعين له، والراضي به، شركاء ثلاثتهم).

وهذا الوعيد الرهيب ليس مقصوراً على الجائرين فحسب، وإنما يشمل من ضلع في ركابهم، وارتضى أعمالهم، وأسهم في جورهم، فإنه وإياهم سواسية في الاثم والعقاب. لذلك كانت نُصرة المظلوم، وحمايته من عسف الجائرين، من أفضل الطاعات، وأعظم القربات الى اللّه عز وجل، وكان لها وقعها الجميل، وآثارها الطيبة في حياة الانسان المادية والروحية.

إقرأ أيضا: عقائد مدرسة آل البيت (ع).. (1) عقيدتنا في الظلم

قال الامام موسى الكاظم (ع) لابن يقطين: (إضمن لي واحدةً أضمن لك ثلاثاً، إضمن لي أن لا تلقى أحداً من موالينا في دار الخلافة الا بقضاء حاجته، أضمن لك أن لا يصيبك حدّ السيف أبداً، ولا يظلك سقف سجن أبداً، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 22 ديسمبر 2020 - 10:55 بتوقيت مكة