إن اللّفظ الوارد في القرآن الكريم والدال على المعجزة؛ هو لفظ "الآية"، أما كلمة المعجزة فلم ترد في القرآن الكريم، وقد جاءت كلمة "آية" بمعنى العلامة والدليل على الشيء، ثم إن معجزات رسول الله(ص) كثيرة، وعدم وجود دليلٍ على جمعها وحصرها بعددٍ محدّدٍ أدّى إلى اختلاف العلماء في ذلك، فجعل كلٌّ منهم ما يراه مناسباً معجزة، واستثنى ما لم يراه مناسباً أو صحيحاً عنده، لذا اختلف عددها من عالمٍ إلى آخرٍ، وفيما يأتي بيان أشهر معجزات النبي(ص).
القُرآن الكريم:
وهو المُعجزة الباقيّة إلى قيام الساعة، ولا تنفذ عجائبه، ولا يُمكن لأحدٍ من البشر أن يعبث به؛ فيحرّفه، أو يبدّله، أو يغيّره، لقوله -تعالى-: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)،[فصلت:42].
وقد تحدّى الله تعالى العرب أن يأتوا بمثله، أو بعشر سورٍ مثله، أو بسورةٍ مثله؛ بفصاحته، وبلاغته، وأحكامه، وصدق نبوآته وإخباره عن الانبياء والرسل والامم السابقة، ومعجزاته الرقمية التي اكتشفت في زماننا هذا، ومع كُل هذه التحدّيات إلا أن الله تعالى أخبر عن عجْز البشر والجنّ عن الإتيان بذلك، مِصداقاً لقول الله عز وجل: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)،[الاسراء:88] وهذا يدُل على إعجازه، وعلى صدق الرسالة والوحي.