هذا ليس تفسيرا او تحليلا منا للسهولة التي يتعامل بها ابن سلمان في قضايا مطاردة المعارضين في البلدان الاخرى وارساله عصابات في غاية الدموية، متمرسة بالجريمة، تقتل وبشكل فظيع ضحاياها، كما في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الشنيعة في قنصلية بلاده في اسطنبول، بل هذا ما يراه ابن سلمان حقا. فالرجل يعتقد انه محصن من اي ملاحقة وحتى مسائلة من اي كان في داخل السعودية وخارجها.
هذه "الحقيقة" كشف عنها مايكل كيلوغ، محامي ابن سلمان، بعد ان وجهت محكمة امريكية مذكرة مثول لولي العهد السعودي، وبدر العساكر مدير مكتب ابن سلمان، وسعود القحطاني مستشاره الإعلامي، وأحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات السابق،عبر تطبيق واتساب، بعد الدعوة القضائية التي رفعها اللواء السابق في المخابرات السعودية سعد الجبري، المقيم في كندا، أمام المحكمة أمريكية، في السادس من آب/ أغسطس الماضي، وكشف فيها عن توجيه ولي العهد السعودي، فرقة اغتيال تعرف باسم "النمر" لتصفيته في تورنتو الكندية عام 2018.
مايكل كيلوغ، الذي لم يجد من طريقة للدفاع عن موكله امام الوثائق الدامغة التي قدمها الجبري للمحكمة، سوى التأكيد على ان ابن سلمان محصن من الملاحقة القضائية الأمريكية، ليس باعتباره ولي عهد دولة فقط بل انه ابن ملك ايضا!!.
يبدو ان ابن سلمان استعذب الاساليب القديمة التي كان يلجأ اليها اعمامه من ال سعود في تصفية المعارضين، كما حصل للصحفي السعودي ناصر السعيد الذي اختطفته المخابرات السعودية من لبنان عام 1979 وقتلته بطريقة بشعة، الا انه نسي ان يأخذ بنظر الاعتبار التطور الحاصل في تقنية المراقبة التي تسجل كل شيء بالثانية بالصوت والصورة، وهو ما لم يكن موجودا في زمن اعمامه، بالشكل الواسع كما هو موجود الان.
يبدو ان طريق ابن سلمان الى العرش لن يكون مفروشا بالورود، لانه سيضطر الى مطاردة العشرات بل المئات من المعارضين في الخارج، وسجن الالاف في الداخل، وتصفية العديد منهم ، خاصة اولئك الذين ينظر اليهم حتى الان على انهم اولى منه بالعرش. ولن يكون حينها منصبه كولي للعهد او انه ابن ملك يكفي ليمر العالم من امام جرائمه مرور الكرام. وقد وصف المحامي كيلوغ حال ابن سلمان ، دون ان يقصد ذلك، عندما رد على اتهامات الجبري بالقول أنها ، غارقة في الدراما، وشبه فيها ولي العهد السعودي بريتشارد الثالث، أحد أشرار مسرحيات الشاعر البريطاني وليام شكسبير.