آلاف الأكياس المقدمة كهبة من الحكومة العراقية ضّبت في المدينة الرياضية عقب وصول 10 آلاف طن من الطحين إلى مرفأ بيروت وتسلّمها وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة في 12 تشرين الأول الماضي كمساعدة للشعب اللبناني في إطار الدعم للبنان عقب انفجار مرفأ بيروت. لكن آلية التوضيب أدت إلى فساد كميات كبيرة من الطحين المخزن.
بحسب رئيس بلدية الغبيري، معن الخليل ، رصّت الأكياس فوق قواعد خشبية وفق تخزين سيئ، ما أدى إلى تلف بعضها، فيما غزت الحشرات بعضها الآخر.
وأبدى الخليل في حديث صحفي اليوم الخميس استغرابه لعدم توزيع الطحين على الجهات المستحقة، علماً بأن نعمة قال خلال تسلّمه للهبة إن «لبنان يمر في ظروف صعبة ونسبة الفقر ترتفع، وبتنا بحاجة الى دعم من الأشقاء. وهذه الهبة قد تساهم في التخفيف من الأعباء عن الشعب اللبناني من خفض سعر ربطة الخبز ورفع وزنها إلى ألف غرام؟ لا صلاحية لبلدية الغبيري ولا قدرة لوجستية لها لنقل الطحين، بحسب الخليل.
و حسب صحيفة الاخبار اللبنانية أن الهيئة العليا للإغاثة أوكلت أمور الشحنة الى إدارة إهراءات القمح التي تولّت تخزينها في المدينة الرياضية. وعن سبب التأخر في توزيعها، لفتت مصادر في نقابة أصحاب الأفران الى أن وزارة الاقتصاد لا تزال توزع الطحين الذي وصل ضمن هبات سابقة عقب انفجار مرفأ بيروت، منها 12 ألف طن من برنامج الأغذية العالمي وصلت في منتصف أيلول الماضي. وكان توزيع الطحين العراقي رهناً بالحاجة إليه.
رد الفعل الأولي جاء من المدير العام للمنشآت الرياضية رياض الشيخة، الذي أكد في بيان أن الطحين خُزّن لمصلحة وزارة الاقتصاد بناءً على طلبها لمدة خمسة عشر يوماً لا غير الى حين توزيعه، وليس لنا أي علاقة بهذا الموضوع. فيما أشار المدير العام للوزارة محمد أبو حيدر الى أن الطحين وتوزيعه من مهام مديرية الحبوب والشمندر السكري والقمح ذات الادارة المستقلة.
ولبنان الذي يعاني من أضخم أزمة اقتصادية في تاريخه، حيث خسرت العملة المحلية حوالى 80 في المائة من قيمتها، يكرر الإهمال في التخزين علماً أنّه بأمس الحاجة لهبات إنسانية، يمكن أنّ تشفع باقتصاده المنهك، والذي ينتظر دعما من البنك الدولي شرط اتخاذه خطوات جديّة في إطار مكافحة الفساد والحدّ منه.
و في هذا السياق تقدمت مجموعة الشعب يريد إصلاح النظام، ممثلة بالمحامين جاد طعمة، حسن بزي، هيثم عزو، مازن صفية، بيار الجميل، فرنسواز كامل، جوزيف وانيس، نجيب فرحات، مريم حمدان والصحافي جوي حداد، بإخبار الى النيابة العامة المالية سجل برقم 5864 تاريخ 5/11/2020 ضد كل من يظهره التحقيق من الوزراء والمديرين والموظفين والمسؤولين المعنيين بجرم "الإهمال الوظيفي والتسبب بإتلاف آلاف الأطنان من هبة الطحين العراقي المقدمة للحكومة اللبنانية لتوزيعها على فقراء الشعب اللبناني.