زمْت باب أمير الأنبياء ومنْ

يمْسكْ بمفتاح باب الله يغتنم

محمد صفوة الباري ورحمته

وبغية الله، من خلْق ومن نسم

هذان البيتان من قصيدة “نهج البردة” لأمير الشعراء أحمد شوقي، التي يعارض بها قصيدة “البردة” المشهورة لشرف الدين البوصيري في مدح النبي العربي محمد خاتم الأنبياء. ومطلعها:

أمنْ تذكر جيران بذي سلم

مزجْت دمْعاً جرى من مقلة بدم

وفيها يقول البوصيري:

محمد سيد الكونين والثق

لين من عرْب ومن عجم

نبينا الآمر الناهي فلا أحد

أبر من قول لا منه ولا نعم

فاق النبيين في خلق وفي خلق

ولمْ يدانوه في علْم ولا كرم

ومعنىْ الإسم محمد في اللغة هو: من حمد كثيراً ، مرةً بعد مرة. أي من دأب الناس على حمْده، أو الثناء عليه. وهو الذي كثرت صفاته المحمودة، ولذلك سمي النبي العربي محمداً.

واشتقاق محمد من الحمْد. والحمد ضد الذم. يقال: حمدت فلاناً، أحْمده، حمْداً، إذا أثنيْت عليه، فأنا حامد، وهو محمود.

 قال حسان بن ثابت، شاعر النبي، في مدحه:

أغر عليه للنبوة خاتم من

الله، مشهور، يلوح ويشْهد

وضم الإله اسم النبي لاسمه

إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد

وشق له من اسْمه ليجله

فذو العرش محمود وهذا محمد

والحمد والشكر متقاربان في المعنى. غير أن الحمد أعم من الشكر. لأنك تحمد الانسان على صفاته الذاتية وعلى عطائه، ولا تشكره على صفاته بل على أفعاله.

وأحمد اسم التفضيل من محمود. يقال: هذا محمود وذاك أحمد، أي مستحق للحمد أكثر. وأحمد من أسماء النبي محمد أيضاً. وقد شاعت التسمية بهذه الأسماء: محمد، محمود، أحمد، تيمناً بالنبي حتى باتت أكثر الأسماء الإسلامية انتشاراً في العالم.

ومن أعلام المسمين ب أحمد أمير الشعراء أحمد شوقي، وهو يتباهى بكونه سميّ النبي ويتقرب إليه بهذه الصفة إذ يناجيه في قصيدته “نهج البردة” قائلاً:

يا أحمد الخير لي جاه بتسميتي

وكيف لا يتسامى بالرسول سمي؟

البدر دونك في حسْن وفي شرف

والبحر دونك في خير وفي كرم

أخوك عيسى دعا ميْتاً فقام له

وأنت أحييْت أجيالاً من الرمم