ما تعانيه فرنسا اليوم من هجوم وحشي يقوده خريجوا مدرسة ابن تيمية الوهابية وبتغذية الدولة الوهابية الراعية لمشاريع التطرّف الديني السلفي الداعشي هو نتاج سنين من " الزواج الكاثوليكي" الفرنسي السعودي، وضع النفط والمال السعودي في الاولية وعلى حساب الامن الاوروبي!
عمليات قطع الرؤوس التي تمارسها العصابات الوهابية الداعشية المنتمية لمدرسة ابن تيمية التي ترعاها الدولة السعودية وباموال النفط ليست ظاهرة جديدة ولا وليدة الساعة وانما تعود جذورها الى التاريخ الذي أسسه حكام الجور وتحديدا في عهود الظلام الاموية، حيث قتلوا ابن بنت نبيهم عليهما السلام وذبحوا اهل بيته وقطعوا راْسه ورؤوس اصحابه بطريقة اكثر وحشية ولا تقاس بما جرى في فرنسا وخصوصا في "نيس"، وطاف الاوغاد بها أقطار المدن من كربلاء في العراق الى دمشق، وحينها لم يكن تكنولوجيا الانترنيت والفضائيات، ولم تكن وسائل التواصل الاجتماعي كي تنشر جرائم وفضائح بني أمية وما فعلوه بحق آل بيت رسول الله (ص) هذا النبي الرؤوف الذي اساء له بكل وقاحة ودناءة ماكرون الحليف الوثيق لابو المنشار، الوهابي الذباح الذي تخرج القتلة من مدارس دولته الوهابية .
الاساءة لنبي الاسلام ورسول البشرية (ص) مرفوضة مهما كانت افعال وجرائم من يدعون الانتماء اليه حيث لا يبرر ما يفعله الارهابيون الوهابيون الإساءات التي توجهها السلطة الفرنسية برئيسها ماكرون المتطرّف الى الاسلام فلا فرق بين تطرف وشبيهه والتطرف لا يولد غير التطرّف .
كما ان اعمال الارهاب والتطرف التي ينفذها الارهابيون الوهابيون يجب ان لا يدفع ثمنها المسلمون وطوائفهم المختلفة والتي ترفض بأغلبيتها جرائم اتباع مدرسة ابن تيمية وان لا يستغل المتطرفون اليمينيون تلك الاعمال لتوظيفها عنصريا وحتى عقائديا خدمة للتطرف المضاد!
على اوروبا ان لا تقع ضحية اعمال ارهابية مبرمجة ومنظمة ومشبوهة تأتي في ظروف ملغمة بمجموعة من الصواعق الحارقة، ابرزها صاعقة التطبيع مع الصهاينة من قبل دول الخليج (الفارسي) والتي تم وضعها طي النسيان وهي تسير بأريحية نحو التوسع على حساب السلم العالمي!
والغريب ان الذين خرجوا في مظاهرات ضد الهجمة الماكرونية وخاصة في السودان، البلد الذي دخل للتو في نفق التطبيع، توجهوا نحوً السفارة الفرنسية وهاجموها بسبب الاساءة لرسول الاسلام (ص)، ونسوا ان يتوجهوا لحكومتهم التي باعتهم بثمن بخس للكيان الإسرائيلي !
وفي السعودية البلد الذي يحتضن نظامه اخطر المدارس التكفيرية والتي تصدر الالاف من الارهابيين للعالم، وتزامنا مع تعرض مواطنين فرنسيين لطعنات الارهابيين، يعلن مسؤولوها الخبثاء عن تعرض مواطنين سعوديين لطعنات في السعودية وكانهم مصداق " كاد المريب ان يقول خذوني!"
الاعتقاد السائد ان ما يحدث في فرنسا من تصاعد فجائي لعمليات الارهاب والاساءة المقابلة لرسول الله (ص) هو عمل استخباراتي يقف خلفه العديد من الدول منها السعودية والإمارات ومنها تركيا الاردوغانية، ولا نعلم ان كان ماكرون الاحمق وقع في شباك خداعهم يدفع ثمنه الجميع!
والاغرب من كل ذلك ان اوروبا عندما تتعرض لعمليات الارهاب الوهابية الداعشية المعالجة لها، تتم بالتحريض السلبي ضد كافة المسلمين دون استثاء بدلا من التركيز على المدارس الوهابية واخواتها المدعومة سعوديا وخليجيا.
وفي المانيا تتجاهل السلطات مراكز التطرّف السلفية .
وفي المانيا ايضا تتجاهل السلطات الأنشطة الدينية المتطرفة السلفية وتنفذ بدلا عن ذلك اجندات دول إقليمية في المنطقة عبر اقتحام أماكن لاتباع اهل البيت ع يمارسون فيها شعائر فولكلورية تاريخية وبتحريض من الاعلام الداعم لداعش والوهابية المتطرفة كالعربية والحرة!
من الخطأ القول ان فرنسا تقع ضحية الفاشية الاسلامية وانما الصحيح هو انها تجامل الفاشية الوهابية من اجل حفنة من الصفقات النفعية ويقع شعبها ضحية الارهاب الوهابي يدفع ثمنه نهج المحبة الذي رسمه رسول الاسلام محمد (ص) . ويبقى سر التصعيد غامضا!
خال الطبري