وقال المالكي خلال كلمته: " کرامة الأمة ورسولها وأبنائها أمانةٌ في أعناقکم؛ فاعملوا على إحیاء قوة الأمة وحصانتها؛ لأن العدو لن ينتظركم لتحلّوا أزماتكم؛ بل سيراكمها عليكم؛ إن لم تتحركوا."
في بداية كلمته؛ تقدم السيد المالكي بالشكر الى ((الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة التي حرصت علی أن تلتقي نخبة الأمة الإسلامية، العلمية والفكرية والثقافية، کل عام فی ذکری ولادة خاتم المرسلين (صلى الله عليه وآله) وأسبوع الوحدة الإسلامية؛ للتداول في شؤون الأمة، وبحث وسائل التقریب بین أتباع المذاهب الإسلامیة؛ بهدف توحيد جهود الأمة في مواجهة التحدیات المشتركة)).
وقال الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية بأن الآية الكريمة: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا))؛ قدّمت وصفاً شرعياً دقيقاً للمؤمنین، بأنهم أشداء علی الکفار، ورحماء بینهم؛ ذلك أن الشغل الشاغل للکافرین المحاربين هو وضع العقبات والمشاكل أمام مسارات الأمة الإسلامیة، وتفکیك وحدتها وسلب عناصر قوتها، ومنعها من أن تأخذ دورها الطبيعي في الحياة الحرة الكريمة.
وفيما يتعلق بالإساءات الفرنسية الرسمية للإسلام ورسوله الكريم، أكد المالكي: ((إن الغرب يعمل على مراكمة الصعوبات والإساءات التي تستهدفنا بانتظام، وكان آخرها المواقف المعادية للرئیس الفرنسي، والتي أساء فيها الی الرسول الکریم (ص)، دون حياء وكياسة، ودون احترام لعقيدة ومشاعر مليار و(700) مليون مسلم، وهو بذلك یكشف مرة أخرى عن كذب ادعاءات الغرب بالالتزام بمعايير التحضر والحریة والأخلاق، وزيف شرعة حقوق الإنسان التي أعلنتها الثورة الفرانسیة. هذه الشرعة التي سمحت للغرب بدعم جماعات التكفير الإرهابية الوهابية، أمثال تنظيم "داعش"، وتحريكها لذبح المسلمين وانتهاكات حرماتهم وأمنهم ومقدراتهم)).
وشجب الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية هذه الإساءات بشدة، وكل السياسات الدعائية التي تستهدف المسلمين، ومن بينها إساءات الصحافة الفرنسية، ودعا ((المسلمين والشعوب الحرة الى الدفاع عن حرمات الأديان السماوية وأنبيائها، واتخاذ مواقف دبلوماسية وسیاسیة واقتصادية وإعلامیة حازمة؛ للرد علی هذه الاساءات المتواصلة، ومنع تكرارها)).
وفي جانب آخر من كلمته في افتتاح المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية، تناول السيد نوري المالكي قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني، ووصفها بالحدث الخطير المتجدد، وقال: ((إن الحدث الخطیر المتجدد الآخر هو مسیرة الذل نحو الكيان الصهيوني، والتی یسمونها التطبیع والصلح.، وهو صلح محرّم بكل المعايير؛ لأنه صلح مع لص غاصب قاتل متآمر على العرب والمسلمين، وليس مع أتباع ديانة سماوية كما يدّعون. وإذا کانت هذه الدول الذليلة قد طبّعت علاقاتها السياسية والإقتصادية والثقافية مع الكيان الصهيوني منذ زمن بعيد، وقامت منذ بضع سنوات بانشاء حلف أمني إقليمي مشترك مع الكيان الصهيوني، يستهدف أمن الفلسطينيين والعرب والمسلمين؛ فإنها تجرأت أخيراً على إعلان هذه الخيانة إعلاناً رسمياً، وبدأت بتبادل البعثات الدبلوماسية، وتوقیع الاتفاقیات الاقتصادیة والثفافية الأمنیة مع الكيان الصهيوني، وذلك برعاية أمريكية وأوربية مباشرة، مستغلين تفكك الأمة والخلافات المذهبية بين المسلمين، ووجود الأنظمة السياسية العربية والمسلمة الخانعة التي هانت فسهل الهوان عليها؛ الأمر الذي یفتح الأبواب للصهاینة لمزید اختراق نسیح مجتمعاتنا، سیاسیاً واجتماعیاً واقتصادیاً وامنياً، ويجعل أمتنا في مواجهة تحديات وجودية أكثر خطراً وتهديداً)).
وأكد السد المالكي بأن ((تماسك الأمة، وتكريس حالة الممانعة الشعبية الذاتية، وتقوية محور المقاومة كماً ونوعاً، إضافة الى الإعداد للقوة الدبلوماسية والسياسية والأمنية والعلمية والتكنولوجية والاقتصادية، هي الخطوات الكفيلة بمنع تنفيذ مشاريع الذل والاستسلام للكيان الصهيوني ورعاته الغربيين)).
وختم الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية كلمته بمخاطبة نخبة الأمة، محذراً من مخططات أعداء الإسلام الجديدة، وضرورة التحرك السريع والمركّز للتصدي للأخطار والتهديدات: ((أیها المسلون..یا رجال العلم والفکر ويا قادة السياسة والعمل والميدان، إن العدو لن ينتظركم ولن يعطيكم الفرصة لتحلّوا أزماتكم بهدوء واسترخاء؛ بل سيراكمها عليكم؛ إن لم تتحركوا بكل سرعة وتركيز، وأن کرامة الأمة ورسولها وأبناءها أمانةٌ في أعناقکم؛ فاعملوا على إحیاء قوة الأمة وحصانتها، وشدوا أزرکم واحموا ظهور بعضكم، وادفعوا الأخطار التي تخلقها وتحرکها أصابع الشر، وغذوا روح الممانعة في الأمة، وادعموا مسيرة المقاومة والدفاع التي يقودها الصالحون من أبناء الأمة، ممن لايزالوا صامدين صابرين في الساحات، وفي طلیعتهم الجمهوریة الإسلامیة الإيرانية وحرکات المقاومة الإسلامية والتحررية، والجماهیر العربية والمسلمة فی کل امتداد حضور الأمة، دون أي تمييز بين أتباع مذهب إسلامي وآخر)).