وخلال رعايته فعاليات الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية بدعوة من المنطقة الثانية في حزب الله، قال سماحته إن "انتصارات حزب الله هي نتيجة الجهاد والثبات وتسديد الله تعالى، وهي مبنية على وضوح الأهداف وسلامة المواقف واستقامتها"، وتابع "نجح حزب الله في مقاومته لـ"إسرائيل" التي هي نقطة ارتكاز الظلم الأميركي العالمي، ولذا نجد أميركا تُسخِّر كلّ إمكاناتها وضغوطاتها وأموالها وإعلامها وعقوباتها ضد الحزب ولكنها لن تهزمه"، وأضاف:"تحوَّلت المقاومة إلى منهج وتربية للشباب الحر في عالمنا والأجيال الصاعدة، وانكشف زيف النموذج الأميركي بعنصريته داخل أميركا، وإجرامه المتنقل في العراق وأفغانستان واليمن وسوريا ودعم "إسرائيل" ضد فلسطين ولبنان وبلدان المنطقة".
وتطرق الشيخ قاسم لصرف واشنطن 10 مليارات دولار في لبنان لدعم جماعاتها وعملائها، وقال: "هذا دليل على مستوى صمود لبنان المقاوم وثباته، وهو الذي أخرج الاحتلال الاسرائيلي ذليلا عام 2000، وانتصر في مواجهة التحشيد الدولي العدواني في حرب تموز 2006 بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة".
وسأل سماحته: "بعضهم يقول إنَّ أميركا تضيّق على لبنان بسبب حزب الله، ما الذي فعله الحزب؟ هو يدافع عن الأرض والكرامة ويريد الاستقلال، أما أميركا فتريد لبنان حديقة خلفية لشرعنة الاحتلال الاسرائيلي والتوطين، لذلك فإنَّ رفضنا للسياسات الأميركية هو رفضٌ للعدوان على بلدنا ورفضٌ للتبعية".
وأضاف الشيخ قاسم إن "حزب الله قال في تشرين الأول العام الماضي علنًا إنه ليس مع استقالة حكومة الحريري، وإن الورقة الإنقاذية التي أعدتها حكومته وقتها تتطلب عملًا حثيثًا لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وضرب منظومة الفساد، وحذرنا من خسارة الوقت، قالها سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله صراحة، برفض فكرة الاستقالة نظرًا لتداعياتها، لكن ماذا كانت النتيجة؟ خطوات الحل هي نفسها ولو تغير العنوان وبعض التفاصيل الجزئية، علينا أن نضع حدًّا لنوعين من الفساد، فساد المستغلين للسلطة في مواقعها المختلفة، والفساد الذي ترعاه أميركا من خلال جماعاتها بالرشوة والفوضى وإثارة الفتن وتعطيل قدرات بلدنا على الإنتاج".
وفي ختام كلمته، قال سماحته:"نأمل أن تتشكل الحكومة بأسرع وقت، وأن تنال ثقة أوسع الشرائح والكتل النيابية، ونحن إيجابيون ومنفتحون على الخطوات التي تُنجِز تشكيل الحكومة، على أساس برنامج إنقاذي اقتصادي واجتماعي ومالي، يضع حدًّا لارتفاع سعر الصرف، ويلجم غلاء الأسعار، ويفتح الآفاق أمام فرص العمل للشباب، ويستفيد من الدعم الدولي في سياق الإصلاح، ويُغلق مسارب الفساد ويُعاقب المفسدين، ويسترد الأموال المنهوبة والمهربة، ويُعطي المودعين حقوقهم، ويعالج الأزمة الصحية الناتجة عن كورونا".