(القصيدة الاولى)
عشقَ الكونُ جميعاً طُهرَهُ
_________________
يا رسول الله في يوم الرحيلْ
هاج حزني أيها البدرُ الجميلْ
وغزا قلبيَ ألوانُ الأسى
ليت شعرى إنهُ الخطبُ الجليلْ
يا رسولَ اللهِ يا قائدَنا
هذهِ اعينُنا تترى تسيلْ
تندبُ اليومَ الذي صِرتَ به
في ثنايا القبرِ والتُربِ المَهيلْ
وقلوبُ المؤمنين اعتصرتْ
حالما بِنتَ وذي الشمسُ اُفُولْ
والسماواتُ استزادتْ حسرةً
فثرى القبر استضاءتْ بالرسولْ
وهي تهوى أحمداً مذ شاهدتْ
حُسْنَ هذا البدرِ والنُبلَ الأصيلْ
عَشِقَ الكَوْنُ جميعاً طُهْرَهُ
كيف لا والمصطفى فذٌّ كَمِيلْ
قد حباهُ اللهُ مولانا هُدىً
ليس في الدنيا له صنوٌ مثيلْ
فهو في الأخلاق نبراسُ الورى
وهو في الإيثار مقدامٌ نبيلْ
............................
(القصيدة الثانية)
أجبْ مأتمَ الهادي دموعاً تهلِّلُ
________________
أَجِبْ مَأْتَمَ الهادي دُمُوعاً تُهلِّلُ
على مِثلِهِ إنَّ المدامِعَ تَهطِلُ
أَدِمْ لَوعَةَ الوَجْدِ المُؤبِّنِ أحمداً
رَؤوفاً وبالخَيرِ العَميمِ يُؤَمِّلُ
أَجِبْ أَحرُفَ القلبِ انهِماراً لأَنَّها
مَزامِيرُ آياتِ الوَفاءِ تُرتِّلُ
ويا مُلتقَى الحُزْنِ العظيمِ مَهابَةً
دَعِ الخَطْبَ بَكّاءً يُجِيبُ ويَسْأَلُ
ويا دَمعةَ الحانِي الرّهيفِ صَبابَةً
أَسيلِي فإنَّ الرِّزءَ ما زالَ يَعذِلُ
يناشِدُ أَحلامَاً ويطلُبُ ناصِرَاً
ويرقُبُ سَبَّاقاً الى الحقِّ يرْحَلُ
أيا نادِبَاً يَومَ الهُمُومِ مُصيبةً
ونائِبةً عُظمى وحُزنَاً يُزَلزِلُ
ذَرِ الدَّمْعَ إِهراقاً يُحدِّثُ ناعِياً
رَحيلَ رَسُولِ اللهِ فَقْدَاً يُجَلْجِلُ
ويا باكياً طهَ الحَبيبَ مَودَّةً
وتستذكِرُ الجُودَ الذي دامَ يَبذُلُ
أَطِعْ بانتصارٍ للمُرُوءَةِ صابِراً
تناضلُ مِعطاءً وأَنتَ مُهَلِّلُ
وصُنْ مُؤمِناً نهْجَ الرّسالةِ إنّهُ
هُدى دينِ وَحي اللهِ لا يتبدَّلُ
وإنَّ رَسولَ اللهِ مِصباحُ اُمّةٍ
أزالُوا قلاعَ الشِّركِ لم يتزلْزلُوا
وكانَ رسولُ اللهِ دِرْعَ وِقائهِم
وقائدَهُم وعلى الشدائدِ يَحمِلُ
سَقى شِربةَ التقوى نُفُوساً أبيّةً
فهبُّوا مَصاديقاً ولم يتزيَّلُوا
وما خانَ إلا مُرجِفٌ ومنافقٌ
توَعَّدَهُ المولى بيومٍ يُهَوِّلُ
سلامٌ على طه الأمينِ محمدٍ
سلامٌ على النُّورِ الذي يتهَلَّلُ
فأحمدُ في بَطنِ التُّرابِ غياثُنا
كما كانَ حيّاً رحمَةً تتَهطَّلُ
عليهِ صلاةُ اللهِ تترى تحيةً
عليهِ سلامُ اللهِ طُهْراً يُبَجَّلُ
وثُمَّ على آل النبيِّ كمِثلِهِ
صلاةً وتسليماً ووُدَّاً يُوَصِّلُ
فهم حُجَجُ اللهِ العظيمِ مثابَةً
وخاتَمُهُم مَنْ للأنامِ مُؤمَّلُ
____________
(القصيدة الثالثة)
فأنتَ الطُّهرُ تَروي بانهِمارٍ
................................
رسولَ اللهِ يا حُلْوَ المعاني
أتيتُكَ هارباً مما اعتراني
ذنوبٌ أثقلتْ أوزارَ ظهري
وتوبةُ بائسٍ يحكي لِساني
وذا زمنٌ يُبشِّرُ بانعتاقٍ
منَ العادي على صدقِ المعانِي
وأهلُ الخيرِ مِبذالون جُوداً
على حُبِّ الكريمِ المُستَعانِ
حبيبي يا رسولَ اللهِ إني
أعُوذُ بخالقي مِنْ كلِّ جانِ
ومِنْ فِتَنٍ أزاحَتْ كُلَّ وُدٍّ
ومن طاغٍ يُهدِّدُ بالهَوانِ
فأنت وليُّنا ياخيرَ داعٍ
بوجهكَ يستضيءُ الفرقدانِ
وانت ملاذُ إخوانٍ إذا هُمْ
أحاطَ بساحِهم غدْرُ الجَبانِ
فثمَّةَ حملةٌ سَعَرَتْ لَظاها
تريدُ المسلمِينَ على امتهانِ
تكالبَ ظالمُونَ قُساةُ قلبٍ
لهُم في الدّينِ لقلقةُ اللّسانِ
أشاعوا في الأقاليمِ الرزايا
وقتلَ الأبرياءِ على العَيانِ
ومُفتيهِم يُشرعنُ كلَّ فِسقٍ
إذا طلبَ "الأميرُ" وفي ثَوانِ
إليكَ نسوقُ شكوانا نبيّاً
بنَي إيمانَنا يا خيرَ بانِ
فأنتَ الطُّهرُ تَروي بانهِمارٍ
غليلَ ظِماءِ صاديةِ الحَنانِ
وانت مغيثُ مَن فقدوا سَحابا
أعاقَ غِياثَهِ الشَرِهُ الأنانِي
رسولَ اللهِ جِئتُكَ والخطايا
تَنوءُ بِكاهلي وتحُطُّ شاني
ومعذرتي إليكَ بيانُ حُبٍّ
جثا لعُلاكَ يا أجلى بيانِ
وإنّي طالبٌ غفرانَ ربِّي
بوجهِكَ بل أتُوقُ إلى الجِنانِ
أﻻ يا ريحُ صِلْ طه بِوُدِّي
وأبلغْ روحَهُ السبْعَ المَثاني
وأنفاساً من الصلواتِ تجري
عليه وآلِهِ في كلِّ آنِ
رسولَ اللهِ هاكَ مِدادَ حُبِّي
قصائدَ أدمُعٍ مِنْ قلبِ حانِ
يُضمِّخُها بأشواقِ انتظارٍ
الى شمسِ الإمامَةِ والزَّمانِ
إلى السِّبطِ المؤمَّلِ لانطلاقٍ
يسيرُ بِنا بأوْجِ العُنفوانِ
يجدِّدُ شِرعةَ الهادي نقاءً
ويهدي المؤمنينَ الى التدَاني
بِآلِكَ يا رسولَ اللهِ فخري
ومُنقلبي فهمْ سُفُنُ الأمانِ
ومَرضَاةُ الإلهِ ونهجُ حقٍّ
يسدِّدُ مَن أطاعَ إلى اتِّزانِ
______________
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي
٢٧صفر ١٤٤٢
١٥ تشرين الاول ٢٠٢٠