ومثل ما حدث في المواجهة بين ترامب والمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن الأسبوع الماضي، خيم الحديث عن الوباء على المناظرة بين بينس وهاريس والتي حافظ المرشحان خلالها على مسافة فاصلة بلغت 3.6 متر، فضلا عن وجود حواجز زجاجية واقية، في تذكير بالوباء الذي أودى بحياة أكثر من 210 آلاف أميركي وأحدث أضرارا جسيمة بالاقتصاد.
وقالت هاريس في بداية المناظرة بجامعة يوتا في سولت ليك سيتي: "لقد عاصر الشعب الأميركي أكبر فشل لأي إدارة رئاسية في تاريخ بلدنا".
وفي المقابل، دافع بينس عن جهود إدارة ترامب في مكافحة الفيروس ومنها قرار الرئيس في أواخر يناير بفرض قيود على الوافدين من الصين بؤرة الوباء، وقال: "أود أن يعرف الشعب الأميركي أنه منذ اليوم الأول وضع الرئيس دونالد ترامب صحة أميركا في المقام الأول".
وفي ردها على سؤال بشأن إجازة أي لقاح محتمل، قالت هاريس إنها ستثق فقط في آراء العلماء وليس ترامب الذي روج من قبل لعلاجات لم تثبت فعاليتها.
ورد بينس باتهام منافسته بأنها تقوض الثقة العامة في اللقاحات.
كما تناولت المناظرة عددا من المواضيع المتعلقة بالسياسة الخارجية، منها العلاقة مع روسيا والصفقة النووية مع إيران والاتفاق التجاري مع الصين.
وقالت هاريس إن ترامب يفضل تصديق تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تقارير المخابرات الأميركية حول ما يوصف بأنه "تدخل روسي" في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
كما نددت هاريس بما اعتبرته تقاعسا من الإدارة الحالية عن اتخاذ أي إجراء بشأن المزاعم التي روجها الإعلام الأمريكي حول تقديم موسكو مكافآت مالية للمسلحين الأفغان مقابل الهجمات على العسكريين الأميركيين، والتي أقرت الوكالات المختصة الأميركية نفسها بأنها لا تستند إلى أدلة مقنعة.
واعتبرت هاريس أن الولايات المتحدة أصبحت أقل أمنا بسبب موقف ترامب من الاتفاق النووي، وقالت: "نتيجة لذلك، أصبحنا أقل أمنا، لأنهم (الإيرانيون) يبنون الآن ما يمكن أن يكون ترسانة نووية كبيرة. كنا طرفا في هذا الاتفاق، وبسبب تصرفات ترامب أحادية الجانب، أصبحنا معزولين".
وردا على انتقادات هاريس بشأن انسحاب الإدارة الحالية من الاتفاق النووي، اتهم بينس الإدارة الديمقراطية السابقة بتحويل الأموال إلى ما وصفه بـ "راع عالمي للإرهاب" حسب زعمه متجاهلا ان ادارة بلاده هي الراعي الاكبر للارهاب في العالم.
وحول اجراءات إدارة ترامب في الساسة الخارجية ذكر بينس منها نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتعزيز التحالفات الأميركية في إطار حلف الناتو وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وما وصفه بدحر تنظيم "داعش" حسب ادعائه.
واتهمت هاريس الإدارة الحالية بأنها خسرت الحرب التجارية مع الصين، مما ألحق بالولايات المتحدة أضرارا اقتصادية خطيرة.
وقالت السيناتورة من كاليفورنيا: "نتيجة ما يسمى بالحرب التجارية مع الصين، خسرت أميركا 300 ألف وظيفة في الصناعة التحويلية، وبسببها أفلس الكثير من المزارعين".
من جانبه، قال بينس إن إدارة ترامب حريصة على تحسين العلاقات مع الصين، لكنها ستحاسبها على دورها في انتشار فيروس كورونا عبر العالم.
وهاجمت هاريس، وهي أول امرأة سوداء تخوض السباق الرئاسي على بطاقة أحد الحزبين الرئيسيين، بينس في قضايا العرق وانتقدت ترامب لإحجامه عن التنديد بالمنادين بتفوق العرق الأبيض في مناظرة الأسبوع الماضي مع بايدن.
ورد بينس باتهام وسائل الإعلام بأنها أخرجت كلمات ترامب من سياقها، مشيرا إلى أن الرئيس استنكر مرارا الجماعات العنصرية.
وهاجمت هاريس الرئيس الأميركي على تقارير دفعه 750 دولارا فقط كضرائب اتحادية على الدخل قائلة: "عندما سمعت عنها أول مرة قلت بالحرف "أنت تعني 750 ألفا؟" وذلك في إشارة إلى تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز".
وسعى بينس لصد الهجوم بتحويل التركيز إلى الاقتصاد وسياسة فرض الضرائب قائلا "من أول يوم، سيأمر (المرشح الرئاسي) جو بايدن برفع الضرائب عليكم".
ورغم أن بينس وهاريس شرعا في المناظرة دون إلقاء التحية على بعضهما البعض، فقد بدت المناظرة بينهما أكثر تحضرا وأكثر هدوءا وأكثر احتراما، من المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن التي جرت الأسبوع الماضي وسادتها الفوضى والشتائم المتبادلة.
ويتقدم بايدن على ترامب في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد، وتقدم بفارق 12 نقطة مئوية في أحدث استطلاع لرويترز/إبسوس. وأظهرت الاستطلاعات تقارب المنافسة في بعض الولايات المتأرجحة المرجح أن تحسم النتيجة وذلك رغم استطلاع رويترز/إبسوس الأربعاء الذي أظهر تقدم بايدن في ولاية فلوريدا بالغة الأهمية.