وأضاف البطش: تم الطرد الإحتلال وانسحابه بعد أن كان يقول شارون أن الانسحاب من قطاع غزة كالانسحاب من حيفا، وأسست لمشروع وضع حد لتطلعات الكيان الإسرائيلي وطموحه بدولته الكبرى.
وأشار إلى أن العدو في تلك المرحلة، ذهب للعالم ليكونوا في غزة يوم الانسحاب لتأمين جنوده من المقاومة، وبالانسحاب الاسرائيلي الكامل من غزة حقق الشعب الفلسطيني انتصاراً على هذا العدو، من قلب فلسطين المحتلة، بعد أن كانت المعارك معه في الخارج.
وعزا القيادي البطش سبب هذا الانتصار، إلى الاستعداد للتضحية واستغلال الامكانات البسيطة المتوفرة، وامتلاك قرار المواجهة.
موضحاً أن الظروف الحالية هي أفضل من الظروف السابقة التي حققت ذلك الانتصار، خاصة أن فريق التسوية المتمثل في حركة فتح وصل إلى قناعة بأنه وصل إلى طريق مسدود، ولديه شبه اتفاق على قيادة موحدة للعمل الشعبي، وكل ما نحتاجه اليوم لاندلاع انتفاضة ثالثة، هو لمقدرات وقرار بالمواجهة واستعداد للتضحية.
وأوضح، أن ما تحقق من اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في الثالث من سبتمبر الجاري، هو باكورة العمل المشترك بين الفصائل الفلسطينية، وتلاها لقاءات ثنائية بين حركتي فتح وحماس أثمرت عن التوصل لاتفاق على تجاوز المرحلة السابقة (المتمثلة في الانقسام الفلسطيني).
وسيعقبه لقاء للامناء العامين في بداية أكتوبر لمواصلة العمل والطريق للعمل سوياً في مواجهة المؤامرة.
وحول الخيار أمام محور المقاومة في ظل حالة الانبطاح من بعض الانظمة مع العدو الصهيوني، شدد القيادي البطش أن الوحدة العربية هي صمام الأمان، مشيراً إلى أن الوحدة بين مصر والشام، حققت النصر للأمة، وهي بوابة انتصار الأمة، مؤكداً أن المعارك التي دارت في ظل الوحدة يكون النصر حليف الأمة.
وقال:" نراهن على وحدة الجيش المصري والسوري والعراقي والجزائري والفلسطيني (..) لتحقيق النصر على هذا العدو، مشيراً إلى أنه عندما أدرك الجميع أن إفشال الوحدة المصرية السورية في عهد الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، يعني قبول "إسرائيل" في المنطقة، غير مستبعدً أن تصبح عضو في جامعة الدول العربية بعد التحالفات الجديدة، في إشارة إلى التطبيع الاماراتي البحريني مع "إسرائيل" ودعم أنظمة أخرى لهذه الاتفاقات.
وأوضح البطش، أن المرحلة الحالية هي مرحلة تمييز الخبيث من الطيب، وأن الانتصار لن يتحقق في ظل وجود شوائب وخبث، لأنهم يضعفون الصف، مشدداً على أن محور المقاومة هو البديل الموضوعي اليوم عن حالة الترهل العربي، ويشكل أملاً للأحرار في المنطقة العربية.
وهناك من يشكل هذا المحور في الأمة، ويقدم له الدعم والإسناد بالمال والسلاح، لذلك أصبح من الضروري تعزيز هذا المحور، بالمال والسلاح، ثم نلتقي جميعا على تشكيل آليات وهيكل وأدوات حتى نصارع المحتل الإسرائيلي.
ووجه القيادي البطش الشكر للشعوب العربية الحية، التي ترفض التطبيع، مشيراً إلى أن الشعب المصري والأردني والبحريني والإماراتي يرفضون التطبيع مع العدو، رغم اتفاقات التطبيع. مشيراً إلى أن جرائم سياسية كبرى ارتكبت بحق القضية الفلسطينية؛ ولكن الشعوب العربية لم تغير قناعاتها ضمن قناعات زعامات ربطت مصيرها بالاستعمار.
وأوضح القيادي البطش، أنه في الوقت الذي غاب فيه قادة حقيقيون كالرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، ظهر قاسم سليماني، وأحمد الجعبري، وبهاء أبو العطا وغيرهم الكثير، وهو دليل على أن هذه الأمة حية لا تموت، لأنها صاحبة قضية وأرض، مشدداً على أن هذا الكيان الإسرائيلي لا مستقبل له.
وعن الاستراتيجية في ظل مسار التطبيع والخيانة لفلسطين، شدد البطش على أن الحراك في المنطقة العربية هدفها تمزيق الأمة، لتحقيق هدف استراتيجي وهو تأمين حدود "إسرائيل" ليكون كياناً طبيعياً في المنطقة، ومن ثم إشعال المنطقة بحرف مسارها وإدخالها في صراعات داخلية.
وأضاف، أن معظم الأنظمة العربية اليوم، وصلت لنهاية المطاف، ووجدت من أجل مهمات محددة لها، وهي تأمين نفط وحمايته وتأمين "إسرائيل"، وأن تحول هذه الأنظمة بين شعوبها وفلسطين.
وأكد أن الاستراتيجية لمواجهة ما يجري، هو أن لا يتم استعداء الشعوب العربية، لأنها مع فلسطين، والمعركة يجب أن تنطلق من فلسطين، باستعادة الوحدة الوطنية، معرباً عن أمله أن يتم المراكمة على نتائج اللقاءات التي جرت مؤخراً في اجتماع الامناء العامون للفصائل بين رام الله وبيروت، واللقاءات بين الأشقاء فتح وحماس. مؤكداً أن الأمة لن تترك فلسطين كما لم تتركها سابقاً ولن تتركها في المستقبل.
وشدد على أننا بحاجة لوحدة وطنية ومرجعية واحدة ينخرط الكل الفلسطيني فيها، معززة بقرار فلسطيني من قبل منظمة التحرير بسحب الاعتراف بإسرائيل، لنقول للعرب لم يعد لديكم أسباب للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
مشيداً بلغة رئيس السلطة محمود عباس التي كانت نبرته عالية وتم الترحيب بها وبهذه المسؤولية.
والجدير بالذكر هو أنه اليوم يصادف الـ 20 لاندلاع انتفاضة الأقصى، التي اندلعت في ظل معطيات على الأرض تشابه إلى حد كبير الظروف الحالية من انسداد في الأفق، وغطرسة الاحتلال الإسرائيلي، وتوغله على الحقوق الفلسطينية والمقدسات.