بوريسوف أشار خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسوري وليد المعلم في دمشق اليوم الإثنين، إلى "مواصلة خطة إعادة الاعمار ضمن خارطة الطريق في مجالات عدة بينها الطاقة".
وأوضح بوريسوف "لقد أجرينا محادثات بناءة ومفيدة مع رئيس الوزراء السوري الجديد حسين عرنوس، وبحثنا معه سبل ترسيخ التعاون في مختلف المجالات".
نائب رئيس الوزراء الروسي أمل أن يتمّ توقيع اتفاقية تجاريّة مع سوريا خلال زيارته المقبلة في كانون الأول/ديسبمر 2020، مشيراً إلى أنّه "سلّمنا دمشق في تموز/يوليو الماضي مشروعاً روسيّاً حول توسيع التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين".
كما قال بوريسوف "إننا حققنا إنجازات هامة في اللجنة الحكومية المشتركة مع سوريا على مستوى تطوير ميناء طرطوس وقطاع الفوسفات"، مشدداً على أنّ "الشعب السوري يعاني اقتصادياً بسبب الحصار ضد بلاده ومن قانون قيصر".
وفي سياق حديثه عن النفط والغاز بالبلاد، أشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أنّ "علينا أن نعترف بأن معظم المناطق الغنيّة بالنفط والغاز تقع خارج سيطرة الحكومة السورية"، مضيفاً: "هذا الواقع يمنع الحكومة السورية من التجارة بالنفط علماً أنها مصدر مهم للإيرادات".
لافروف: تعاوننا مع تركيا يجري عبره تنفيذ التفاهمات في إدلب
من جهته، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أنّ "الزيارة لسوريا تركز على أفق التعاون لتطوير العلاقات بين البلدين في ضوء التطورات الجديدة في المنطقة".
لافروف رأى أنّ الميزة الأهم لهذه المرحلة هي أن "سوريا انتصرت بدعم روسيا على الارهاب الخارجي الذي سعى إلى تدميرها"، مشدداً على أنّ "عمليات دحر الارهاب في سوريا متواصلة بدعم من روسيا".
لكنه أوضح أنّ "هناك أولويات جديدة في سوريا في مقدمها إعادة الاعمار وحشد الدعم الدولي لذلك"، مبرزاً: "بحثنا مع الرئيس بشار الأسد الأوضاع الميدانيّة في سوريا، وشددنا على أولوية توحيد الصفوف في البلاد".
وقال الوزير الروسي: "هناك دول خارجيّة غير راضية عن التطورات في سوريا، وتحاول تمرير أجنداتها للضغط عليها اقتصادياً"، مضيفاً: "نؤكد التزامنا بسيادة سوريا ووحدة أراضيها واحترام مبدأ تقرير السوريين لمصيرهم بأنفسهم، وأكدنا ذلك لقسد ولمنصة موسكو".
كما شدد لافروف على أنّ روسيا "ستواصل بذل قصارى الجهد للدفاع عن سيادة سوريا واستقلالية قرار شعبها كدولة مستقلة وإحدى دول أستانة"، موضحاً أنّه "يستحيل وضع أي جدول زمني لعمل اللجنة الدستورية السورية".
لافروف تحدث أيضاً عن أنّ العمل على المسار السوري "يعتمد على ما تمّ التوصل إليه بين الرؤساء الروسي والإيراني والتركي"، مشيراً إلى أنّ "تعاوننا مع تركيا ميدانياً في سوريا يجري عبره تنفيذ التفاهمات في إدلب".
وأضاف وزير الخارجية الروسي، أنّ "كل المواثيق التي خرجت عن مسار أستانة والاتفاقات بين موسكو وأنقرة، تؤكد على وحدة وسلامة الأراضي السورية"، مشيراً إلى أنّ "مسار أستانة تبلور بعد امتناع الأمم المتحدة عن لعب دور فعال في الأزمة".
لافروف رأى أيضاً أنّه "من المستحيل أن تتطابق وجهات النظر بين مختلف الشركاء والدول التي تؤدي دوراً في سوريا"، مشيراً إلى أنّه "بطبيعة الحال هناك اختلافات في وجهات النظر لا بأس بها بين أنقرة وموسكو وطهران".
وقال لافروف: "الوجود الإيراني في سوريا لا يتعلق برغبة موسكو، بل برغبة الحكومة الشرعيّة السوريّة".
المعلّم: العقوبات الأميركية تتعلق بمواقفنا من فلسطين والمقاومة
من ناحيته، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إنّ "أي اتفاق يتعارض مع الدستور السوري لا نؤيده"، مبرزاً أنّ لقاء الوفد الروسي مع الرئيس الأسد "كان بناءً ومثمراً للغاية، وشمل مختلف المواضيع السياسيّة والتطورات في المنطقة".
المعلم وصف أيضاً أنّ مستقبل العلاقات مع الأصدقاء في روسيا بـ"الواعد والمبشر بالخير، فيما يتعلق بالوضعين الاقتصادي والسياسي في البلد".
وأكد المعلم أن ما سيخرج عن اللجنة الدستورية "سيعرض على الاستفتاء الشعبي. ولا جدول زمني لمسار الدستور فهو يحمل قدسية خاصة تعود إلى الشعب السوري".
وفي إطار حديثه عن الانتخابات الرئاسيّة في سوريا، أوضح المعلم أنها ستجري في موعدها العام المقبل، وأنّ "كل من تتوفر لديه شروط الترشح للانتخابات من حقه أن يترشح".
وزير الخارجيّة السوري شدد أيضاً على أنّ العقوبات الأميركية على بلاده "تتعلق بمواقف دمشق من فلسطين والمقاومة".
يذكر أنّ الرئيس السوري بشار الأسد، أكد أنه "يوجد تقدم نحو التوصل إلى حل مقبول للعديد من القضايا في سوريا".
وقال الأسد خلال لقائه الوفد الروسي الذي زار سوريا اليوم، يتقدمهم نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، إن "سوريا مهتمة بنجاح الاستثمارات الروسيّة".
هذا ووصل بوريسوف ولافروف اليوم إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة رسميّة، حيث التقيا الأسد والمسؤولين السوريين، لإجراء مباحثات ثنائية وتعزيز العلاقات بين البلدين.
لافروف: ندعم المبادرات لحل الأزمة الليبية
في سياق آخر، تطرق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحفي إلى الأزمة الليبية ووقف إطلاق النار في البلاد.
لافروف أشار إلى أنّ "القوى الليبية تجتمع في موسكو لتبحث القواسم المشتركة"، مشدداً على أنّ "الاتهامات بحق روسيا في الشأن الليبي تشبه الاتهامات بتدخلنا في أوروبا والولايات المتحدة وهي غير صحيحة".
وأوضح لافروف أنّ "روسيا صوّتت في مجلس الأمن لمصلحة قرار يمنع إرسال الأسلحة إلى ليبيا"، مبرزاً أن "طبيعة الأزمة الليبية تعود إلى المغامرة التي خاضها الناتو في هذا البلد".
كما رأى وزير الخارجية الروسي، أنّ "اللاعبين الخارجيين في الأزمة الليبية والحكومة المحلية أدركوا استحالة الحل العسكري"، مشدداً على دعم بلاده "المبادرات لحل الأزمة الليبية ومبادرات وقف إطلاق النار".