وذكرت وسائل إعلام أميركية أن باحثون أكدوا ان التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة لا تقل أهمية عن غسل الأيدي وارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، حيث وضع خبراء في مجال الصحة ومهندسين إرشادات للمدارس وأماكن العمل في الولايات المتحدة، مع إعادة فتح هذه الأماكن أبوابها، تشير إلى ضرورة تجديد الهواء.
وقال أحد الأطباء إنه "لم يكن هناك تركيز على هذا الأمر مع بداية تفشي الفيروس وكان يطلب من الجميع البقاء في المنازل لكن لم نهتم بمسألة تجمع الناس في الأماكن العامة".
وفي الشهور الأخيرة، وجدت عدة دراسات أدلة على أن الفيروس ينتقل عبر الهواء، حتى مع عدم حدوث احتكاك مباشر بين الأشخاص، ما دعا علماء إلى المناداة بضرورة الحفاظ على تدفق الهواء النظيف في الأماكن المغلقة التي يتجمع فيها الناس".
ونصح الخبراء في إرشاداتهم للمدارس وأماكن العمل، بتجديد الهواء في الأماكن المغلقة من أربع إلى ست مرات في الساعة الواحدة، من أجل "تخفيف" جزيئات الفيروس التي قد تتراكم.
وبحسب الخبراء فانه يمكن تجديد الهواء عبر السماح بدخول الهواء الخارجي إلى المكان، بفتح النوافذ والأبواب، وتركيب مراوح، وأجهزة تنقية الهواء المحمول ، ومن بين الطرق أيضا تركيب أجهزة تهوية، عالية الكفاءة، مع تشغيلها طوال الوقت، وقبل وصول الأشخاص للمكان لضمان تدفق الهواء وتنقيته قبل تجمعهم، كما انه من الضروري تحديث أنظمة التدفئة والتهوية، بما يضمن أداء أفضل من ناحية التخلص من الجسيمات التي تحمل الفيروس في المكان.
وبدأت بعض أماكن العمل بالفعل في تنفيذ هذه الإرشادات، من بينها مراكز التسوق وصالات الألعاب الرياضية في نيويورك، لكن العديد من المدارس في عموم الولايات المتحدة تواجه مشكلة تتمثل في أن أنظمة التهوية لديها تحتاج إلى تحديث.
ولا تزال طريقة انتشار الفيروس في الهواء محل دراسة من قبل العلماء، وبعض الدراسات، تشير إلى انتشاره عن طريق القطرات الكبيرة التي تخرج من الشخص المريض بالعطس أو السعال وتقع على الأسطح، بينما تشير أخرى إلى جسيمات صغيرة غير مرئية تنتشر بسرعة عبر الهباء الجوي.
واستطاع فريق، من جامعة فلوريدا الأميركية، رصد الفيروس في الهباء الجوي وعزله، في تجربة قاموا بها من داخل مستشفى يعالج مرضى مصابين بكوفيد-19، لكن اللافت أنهم وجدوا أن الفيروس يسير إلى مسافة أبعد من ستة أقدام، الموصى بها للتباعد الاجتماعي.