استشهد الامام علي السجاد عليه السلام في 25 من شهر محرم الحرام على أيدي الحاقدين من بني أمية، أخزاهم الله وأذلهم وضاعف عليهم العذاب، بما انتهكوا من حرمة نبيه (ص) وقتّلوا أهل بيته (ع) وابادوا ذرته وشردوهم على بقاع الأرض وشتتوا شملهم بمختلف البلاد.

كانت شخصية الإمام زين العابدين (عليه السلام) من أقوى العوامل في تخليد الثورة الحسينية، وتفاعلها مع عواطف المجتمع وأحاسيسه. وكان للإمام الدور الكبير في إنارة الفكر الإسلامي بشتى أنواع العلوم والمعارف.

 من هو الامام السجاد (ع):

هوالامام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وقد ورد في بعض الروايات أن الرسول الأعظم (صلی الله عليه وآله) قد سمّاه بـ"علي" ولقّبه بـ"زين العابدين"، وذلك قبل أن يولد بعشرات السنين، وبحسب المصادر التاريخية، لم يلقب أي شخص في التاريخ بزين العابدين سوى الإمام علي بن الحسين (ع).

روى الصحابي الجليل (جابر بن عبد الله الأنصاري) قال كنت جالساً عند رسول الله (ص) والحسين (ع) في حجره، وهو يداعبه، فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه "علي" إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرأه مني السلام.

ابوه: هو الامام الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة، والإمام الثالث من أئمة أهل بيت النبوة.

امه: فقد اختلف في اسم والدة الإمام السجاد (ع)، فقيل هي: سلامة. سلافة. غزالة. سلمة. سادرة. شهربانويه.

القابه: لُقب الإمام علي بن الحسين عليه السلام بمجموعة من الألقاب، ومنها:

1-  زين العابدين: لقبه النبي الأكرم صلی الله عليه وآله بهذا اللقب، وإنما لُقب به لكثرة عبادته، وقد عُرف بهذا اللقب.

2-  سيد العابدين: لُقب به لما ظهر منه من الانقياد والطاعة لله، فلم يُؤَثر عن أي أحد من العبادة مثل ما أثر منه عدا جده الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

3- ذو الثفنات: لُقب بذلك لما ظهر على أعضاء سجوده من شبه ثفنات البعير؛ وذلك لكثرة سجوده، وعن الامام محمد بن علي الباقرعليه السلام قال: كان لأبي في موضع سجوده آثار ناتية، وكان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات؛ فسمي ذا الثفنات لذلك. 

4- الزكي: لُقب بالزكي لأن الله زكاه وطهّره.

5- الأمين: ذُكر في التاريخ انه لُقب بـ "الأمين"، فقد روي عنه أنه قال عليه السلام: لو أن قاتل أبي أودع عندي السيف الذي قتل به أبي لأديته إليه.

6- السجّاد: قال أبو جعفر الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام، إن أبي علي بن الحسين (ع) ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله تعالى عنه سوء يخشاه أو كيد كايد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع جسده فسمي السجاد لذلك.

وفيه قال شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي عند الامام الرضا (ع)

        لِآلِ رَسولِ اللَهِ بِالخَيفِ مِن مِنىً       وَبِالرُكنِ وَالتَعريفِ وَالجَمَراتِ

        دِيارُ عليِّ والحُسَيْنِ وجَعفَرٍ         وحَمزة َ والسجَّادِ ذِي الثَّفِناتِ

ونظم ابن حماد أبياتا يصف فيها كثرة سجود الإمام وعبادته، وهي:

     وراهب أهل البيت كان، ولم يزل       يــلقب بالسجــاد حيــن تعبده

     يقضي بطول الصوم طول نهاره     منيـباً، ويقـــضي ليله بتهجده

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم