لتهدئة هذه الشكوك، قام بادمانابا براسانا سيمها، من منظمة أبحاث الفضاء الهندية وبراسانا سيمها موهان راو من معهد سري جاياديفا لعلوم وبحوث القلب والأوعية الدموية بدراسة الأمر.
فقد قاما بوضع تصور تجريبي لحقول تدفق السعال في ظل السيناريوهات المختلفة الشائعة لتغطية الفم. وقد قدما النتائج التي توصلا إليها في دورية فيزيكس أوف فلويدز من إيه آي بي للنشر.
يقول سيمها "إذا كان بإمكان أي شخص تقليل مدى تلوث البيئة من خلال الحد من انتشاره (كوفيد-19)، فهذا وضع أفضل بكثير للأفراد الأصحاء الآخرين الذين قد يدخلون أماكن بها مثل هذه المناطق الملوثة.
ترتبط الكثافة ودرجة الحرارة ارتباطا وثيقا، ويميل السعال إلى أن يكون أكثر دفئا من المنطقة المحيطة به.
ومن خلال الاستفادة من هذه الصلة، استخدم سيمها و"راو" تقنية تسمى التصوير الخطي التي تصوّر التغيرات في الكثافة لالتقاط صور للسعال الإرادي من 5 أشخاص خضعوا للاختبار.
ومن خلال تتبع حركة السعال على الصور المتتالية، قدر الفريق سرعة وانتشار القطرات المطرودة.
يذكر أن التصوير الخطي من الألمانية ومفردها " تعني "الخط" هو عملية بصرية تُستخدم لتصوير تدفق السوائل بكثافة متفاوتة، اخترعها الفيزيائي الألماني أوجست توبلرعام 1864 لدراسة الحركة الأسرع من الصوت، ويستخدم على نطاق واسع في هندسة الطيران لتصوير تدفق الهواء حول الأجسام.
مما لا يثير الدهشة، أن العلماء وجدوا أن أقنعة "إن95" (N95) هي الأكثر فعالية في تقليل الانتشار الأفقي للسعال، حيث تعمل أقنعة إن95 على تقليل السرعة الأولية للسعال بما يصل إلى 10 أضعاف، والحد من انتشاره إلى ما بين 0.1 متر و0.25 متر.
في المقابل، يمكن أن ينتقل السعال غير المغطى إلى 3 أمتار، ولكن حتى القناع البسيط الذي يمكن التخلص منه يمكن أن يخفض هذا إلى 0.5 متر.
وقال سيمها "حتى لو لم يقم القناع بتصفية كل الجسيمات، إذا تمكنا من منع سُحُب مثل هذه الجسيمات من السفر بعيدا، فهذا أفضل من عدم القيام بأي شيء".
وأضاف "في الحالات التي لا تتوفر فيها أقنعة متطورة، يكون أي قناع أفضل من عدم وجود قناع على الإطلاق لعامة الناس في إبطاء انتشار العدوى".