ذكرت فصائل المقاومة العراقية أنه وبعد ذهاب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى أميركا، "كنا ننتظر أن يكون كما وعد، بأن يمثل العراق الأبي وشعبه الغيور لتحقيق السيادة، لا أن يملى عليه من أحمق متفنن بسرقات الشعوب، وإراقة الدماء، ليعود بمشاريع بعضها تسويقية للإعلام والخداع، وبعضها للنهب والسرقة والاستعمار والتوسع الجديد للهيمنة الأميركية على مقدرات العراق".
وأضافت الفصائل في بيان أنه كان على الكاظمي أن "يجعل على رأس أولوياته تنفيذ قرار الشعب العراقي الذي خرج بتظاهرات مليونية، واتخذ قراره بأن وجود الاحتلال الأميركي وخرابه ودماره وتمويله للإرهاب وصناعة الأزمات وخلق الفوضى ليعيث في اقتصاد العراق وأرضه فساداً وينهب خيراته، يجب أن ينتهي، ثم بعد ذلك قرر البرلمان والحكومة تنفيذ قرار الشعب وإخراج القوات المحتلة، التي وجودها وخروقاتها خارج اتفاق الإطار الاستراتيجي، بل هو تعدٍ سافر على سيادة وكرامة العراق".
البيان لفت إلى أنه بعد كل ما فعلته واشنطن في العراق "نتفاجأ من أن زيارة رئيس الوزراء لم تتضمن تنفيذ قرار إخراج القوات المحتلة الأميركية بشكل كامل، ونعدّ ذلك التفافاً على سيادة العراق وكرامة شعبه، والتفافاً على الدستور والقانون الذي يلزمه تنفيذ قرار مجلس النواب".
وأكد بيان فصائل المقاومة العراقية أن "عودة رئيس الوزراء من غير تحقيق قرار الشعب والبرلمان والحكومة، وما قطعه من وعد على نفسه معنا ومع القوى العراقية، بأن يكون رجل دولة بحجم العراق يدافع عن سيادة بلده وينهي الاحتلال الأميركي، فإن المقاومة العراقية الأبية التي خرجت من رحم العراق وتنتمي الى عشائره الاصيلة لها الحق القانوني والمشروع في حال لم يتفق على الانسحاب الكامل للمحتل، بالانتقال من مرحلة العمل المقاوم التدريجي السابق ومنح الفرصة للحوار السياسي، إلى مرحلة التصعيد واستهداف كل المصالح الأميركية، وزلزلة الأرض تحت قواتهم المحتلة، ولن تنجوا من استهداف نيراننا مهما تحصنت وابتعدت عن مدننا".
يأتي ذلك بعدما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة ملتزمة بخروج سريع لقوات التحالف الدولي من العراق خلال 3 سنوات.
وقال ترامب، في كلمة، اليوم الخميس، "انسحبنا بشكل كبير من العراق وبقي عدد قليل جداً من الجنود، ولكننا هناك للمساعدة"، مشيراً إلى أنه "نتطلع للانسحاب من العراق في اليوم الذي لا يكون هناك حاجة لوجودنا هناك".
من جهة أخرى، استنكرت فصائل المقاومة العراقية التطبيع الذي حصل، "وسنتعامل مع الأنظمة الخائنة للقضية الفلسطينية وللإسلام والعروبة بكونهم أدوات رخيصة للمحتل، وامتداداً لغدته السرطانية وعملاء ينفذون أجندات رخيصة للاستعمار الصهيوني في المنطقة".
البيان أكد أنه "لن تخرج عن دائرة استهدافنا الوفود الاسرائيلية التي ترددت على بغداد مؤخراً، واجتمعت مع قيادات أميركية وعراقية لتنسيق إداراتهم لملف الفوضى والتخريب في العراق، وتوزيع المهام الإعلامية الخبيثة والميدانية بينهم وتجنيد بعض ضعاف النفوس وتدريبهم وتزويدهم بكواتم ومتفجرات لتوسيع دائرة الاغتيالات، باستهداف أطراف متعددة، وإيجاد فتنة وفوضى وتفكيك نسيج المجتمع العراقي، لكن نطمئن شعبنا بأن مقاومتهم لهم بالمرصاد ولدينا كل تفاصيلهم ونرصد تحركاتهم ولن نسمح بجر البلد إلى الفوضى والاقتتال الداخلي الذي يخطط له الصهيوني والأميركي".
وختم البيان قائلاً "نهيب بمجتمعنا الحذر من الهيمنة الإعلامية والجيوش الالكترونية التي تستهدف قيمه وثقافته. فيما الهيمنة الإعلامية تشوش الحقائق لحرف تفكير شعبنا إلى ما تشاء الإدارة الأميركية".