وبحسب بوخبوط، فان قوات الاحتلال عززن مواقعها من خلال نشر مدرعات مدفعية ووحدات خاصة وشرطة عسكرية وقوات حواجز على جميع مفارق الطرق المؤدية الى الحدود، بموازاة تعزيز الطائرات في الأجواء على مدار الساعة وإجراء تنصّت واسع جدًا من شعبة الاستخبارات بسبب الخشية من شن هجوم إضافي.
واضاف، ان حافزية الجنود الذين بقوا في مناطق بعيدة عن الحدود تضرّرت على المدى الطويل، هم يكتفون بأكل أقل وطازج.
وقال بوخبوط "يوم الثلاثاء الماضي وقع انفجار ضخم في ميناء بيروت هزّ لبنان حرفيا. ضباط في الجيش الإسرائيلي وعددٌ من المحلّلين قدروا أن هذا الحادث التاريخي في لبنان سيضعف يد (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله ويبعد المواجهة عن الحدود مع "إسرائيل"، لكن يوم الجمعة ألقى (السيد) نصر الله خطابا، أكد فيه ان منظمته لا علاقة لها بالانفجار في بيروت ونقل رسائل تهديد الى "تل أبيب" بما فيها ذكر معرفته بميناء حيفا، وهذا أكثر من مجرد تهديد ضمني بإطلاق صواريخ على خليج حيفا".
وتابع "أول من أمس فقد الجمهور في لبنان صبره والآلاف خرجوا الى الشوارع. من غير الواضح ماذا سيأتي به المستقبل في بلاد الأرز، لكن الصحيح حتى الآن أن الجيش في اليوم السابع عشر من الاستنفار العالي جدًا على الحدود الشمالية خشية شن هجوم من قبل حزب الله. صحيح أن الحياة الطبيعية للمستوطنين والسياح في الشمال مستمرة، لكن المعنيين في الجيش الإسرائيلي غير راضين بالمطلق عن الوضع الحالي.. كانوا يفضلون في شعبة العمليات في الأركان العامة السماح للقوات بإجراء تدريبات، ومواصلة التأهيل والإعداد للحرب وتركيز الانتباه على التحديات الملموسة".
وأردف "(السيد) نصر الله يقرأ "إسرائيل" ككتابٍ مفتوح ويستغل التوتر داخل المستوى السياسي بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب بين غانتس اللذيْن لا يزالان يتصارعان في الوحل وفي الخلفية تلوح معركة انتخابية أخرى. وهو يفهم جيدا أن الجيش الإسرائيلي غير معني بتسخين الحدود اللبنانية، وأنه من الأنسب له مواصلة شن الهجمات في سوريا لمنع ايران من التمركز او حزب الله من تطوير أسلحة دقيقة".
ووفق بوخبوط، تشير الوقائع الى أن قواعد اللعبة تغيّرت، وفي هذه المرحلة هي لصالح (السيد) نصر الله. في مثل هذا الوضع التراكمي، يحتاج جيش الاحتلال الإسرائيلي الى أن يقلّل من الكلام وأن يُهدّد بطريقة أكثر واقعية".