ومن أبرز ما تبين حديثاً أن مضاعفاته لا تزول بمجرد زواله من الجسم وبحسب ما أكد مصابون بالفيروس استمرت أعراضه خلال أشهر طويلة من التعافي منه ما يعيد طرح الأسئلة حول مدى خطورة هذا الفيروس الذي لا تزال العديد من الحقائق والتفاصيل المتعلقة به مجهولة إلى اليوم.
أصبحت المعطيات المتعلقة بأعراض كورونا في فترة المرض أكثر وضوحاً ودقة اليوم بعدما ظهرت أعراض جديدة لدى نسبة مهمة من المصابين لم تكن معروفة قبل أشهر مع بداية ظهور الفيروس.
أما في ما يتعلق بالمضاعفات الناتجة من المرض فلا يزال الغموض يحيط بها.
فحتى اليوم ثمة تساؤلات عديدة حول تلك الأعراض التي ترافق الشخص حتى بعد تعافيه من المرض وزوال الفيروس من جسمه بحسب ما يظهره فحص كورونا.
هل هذا يعني أنه على كل مصاب أن يقلق بشأن مضاعفات المرض الطويلة المدى؟
حتى اللحظة لا تزال المعطيات المتعلقة بمضاعفات كورونا غير أكيدة وواضحة، بحسب الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور زاهي الحلو.
فتظهر باستمرار معطيات جديدة وتطورات تناقض أحياناً تلك التي كانت سائدة فتقلب المقاييس.
فمن الأمور التي بدت وكأنها حقائق في مرحلة ما وعاد وتبين أنها ليست صحيحة، فكرة الإصابة بكورونا مرة واحدة لا أكثر ومن غير الممكن الإصابة بالمرض مرة ثانية وتبين لاحقاً أن هذا غير صحيح لانه ثمة حالات عادت وأصيبت مرة ثانية.
هذا إضافةً إلى أمور كثير تتبدل مع الوقت مع القيام بالمزيد من الدراسات كاحتمال تعرض أشخاص ليسوا من الفئات الأكثر عرضة لمخاطر كورونا إلى مضاعفات خطيرة تشكل خطراً على حياتهم.
وفي ما يتعلق بمضاعفات المرض تحديداً تبين فعلاً أنها تدوم حتى بعد التعافي حيث أن كثراً من المرضى في العالم أكدوا أنهم يعانون أعراض المرض من أشهر عديدة ولا تزال موجودة.
إنما قد يكون الأشخاص المصابون الذين تتطور الحالة لديهم ويتعرضون لمضاعفات خطيرة ولضيق حاد في التنفس أكثر عرضة لمواجهة المضاعفات في المدى البعيد.
أما الاشخاص الذين تكاد لا تظهر أعراض المرض لديهم فمن البديهي أنهم لن يتعرضوا لهذه المضاعفات في المدى البعيد.
ما الأعراض التي يمكن أن تستمر طويلاً لدى البعض بعد التعافي؟
من أبرز الأعراض التي استمرت لدى أشخاص كانت حالاتهم حرجة، بعد تعافيهم وبعد زوال الفيروس من أجسامهم لأكثر من 3 أشهر، بحسب الحلو، آلام المفاصل وضيق النفس والتعب المستمر الذي لا تفيد أية حلول في التغلب عليه.
فقد تبين ان أثر الفيروس كبير على الرئتين ما يسبب ضيق التنفس.
هذا إضافة إلى انسداد الشرايين فيتطلب ذلك اللجوء إلى مسيلات الدم خلال فترة حتى بعد التعافي من المرض تجنباً للجلطات.
للفيروس أثر بارز على الجهاز العصبي أيضاً، بحسب ما تبين ما يؤدي إلى اعراض كثيرة مرتبطة بذلك يمكن أن تدوم بعد التعافي.
ويشير إلى أن الأطباء في الإنعاش والأشخاص الذين يتعرضون للفيروس بكثرة وبمعدلات مرتفعة هم أكثر عرضة لذلك لأن الفيروس يكون بمعدلات مرتفعة في أجسامهم وتكون الحالة حرجة أكثر.
مع الإشارة إلى انه ما من علاجات محددة تعتمد بل هي العلاجات العادية التي تسمح بالسيطرة على الأعراض لكن ما من علاج فاعل.
ويوضح الحلو أن ثمة جدلاً حتى اليوم حول العلاجات التي تظهر فاعلية من جهة ثم يتبين أنها لم تظهر نتيجة واضحة ومن المؤكد أن ثمة حاجة إلى المزيد من الوقت لتأكيد فاعلية علاجات معينة.
هل استمرار مضاعفات كورونا بعد التعافي مشابه لما يحصل مع الإنفلونزا؟
لا يمكن أبداً المقارنة ما بين المضاعفات التي تدوم بعد التعافي من كورونا وتلك الأعراض التي يمكن التعرض لها بعد الإصابة بالانفلونزا.
ففي حالة الإنفلونزا قد تدوم الأعراض خلال اسبوعين كحد أقصى اما مع كورونا فيبدو واضحاً أن الفيروس أكثر قوة وخطورة ومضاعفاته تدوم لدى البعض لأكثر من 3 أشهر.
من جهة أخرى، للإنفلونزا تأثير أساسي على الجهاز التنفسي. أما كورونا فله أثر مهم على الجهاز العصبي أيضاً وعلى الشرايين أيضاً حيث يمكن أن يؤدي إلى انسداد فيها.
في كل الحالات، يجب عدم المقارنة بينهما فيبدو واضحاً أن كورونا أكثر خطورة وأسرع انتشاراً ويسبب وفيات او مضاعفات طويلة المدى لشباب لا يعانون مشكلة صحية ولا تعرف حتى اليوم الأسباب وارء ذلك سواء كانت جينية او غيرها.