وزيارة الامام الحسين (ع) في يوم عرفة عنوان من معاني ومعطيات لأوجه صلة عميقة وعظيمة بين عرفات مكة وعرفات كربلاء.
وعرفات مكة هو جبل تمتد حدوده من بطنة عرنه وثويه ونمره إلى ذي المجاز ومن المازنين إلى أقصى الموقف، حيث يائمه الحجيج من كل بقاع الأرض في التاسع من ذي الحجة أي من صبيحة ذلك اليوم إلى أفول الشمس وظاهره للوقوف، ولكن يكره الوقوف عليه بل يستحب الوقوف عند السفح من ميسرة الجبل، ونية الوقوف بقصد القربى وهو من الواجبات ولا فرق بين أن يكون الحاج راكبا او راجلا او ساكنا او متحركا، ومن المستحبات الاكيدة أن يكون الوقوف بعد الظهر بساعة واحدة.
وتؤكد الروايات على فضل ذلك اليوم أي يوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفه، ويأتي بعده عيد الاضحى حيث يعد هذا اليوم من أعياد أربعة.
وربما نحن الآن أحوج ما نكون الى رفع الستار عن حالة التقارب أو التواصل بين عرفات مكة وعرفات كربلاء وعن وسر ذلك التواصل الإيماني والوجداني بين الموقفين، فقد روي عن النبي الاكرم (ص) أن الحضور عند قبر الحسين (ع) للزيارة والدعاء في يوم عرفه أي يوم التاسع من ذي الحجة هو بمثابة الدعاء في عرفه لمن تعذر عليه ذلك.
وعن الأمام الصادق (ع) قال من كان معسرا فلم يتهيأ له حجة الإسلام فليأتي قبر الحسين (ع) وليعِِرف عنده فذلك يجزي به عن حجة الإسلام.
وورد عن يسار قال كنت جالسا بقرب الأمام الصادق (ع) وقلت له كم حجه تعادل وكم عمره زيارة الحسين (ع) يوم عرفه، قال: ومن يحصي ذلك، قلت مائة، قال ومن يحصي ذلك، قلت: إلف، قال: وأكثر ثم قال (بسم الله الرحمن الرحيم وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
وعن رفاعة قال دخلت على أبو عبد الله (ع) قال يارفاعه هل حججة هذا العام قلت لا جعلت فداك ما عندي ما أحجج به ولكن عرفته عند قبر الحسين (ع)، فقال يارفاعه ما قصرت عن ما أهل منى فيه لولا أني أكره أن يدع الناس الحج لحدثتك بحديث لا تدع به زيارة قبر الحسين (ع) أبدا.
وعن الأمام الصادق (ع) قال يتجلى الله (سبح) لزوار قبر الحسين (ع) قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفعهم في مسائلهم. ومن ثم يأتي أهل عرفات فيفعل بهم ذلك.
وورد عن الأمام الصادق (ع) أن فضل زيارة الحسين (ع) يوم عرفه حيث يكتب للزائر مائة إلف حسنه، ويغفر له مائة إلف سيئة، ويرفع له مائة الف درجه ويقضى له مائة إلف حاجه أقلها أن يزحزح عن النار ويكتب مع الذين استشهدوا مع الأمام الحسين (ع).
كما روي عن الرسول الكريم (ص) أن قراءة التسبيحات والدعاء عند قبر الحسين (ع) في يوم عرفه حيث يقول: ما من عبد آو أمه دعا الله بهذا الدعاء .فلا يطلب من الله شيء ألا ما أعطاه ألا قطع الرحم أو ألاثم.
كما تشتمل تلك الليلة أي ليلة التاسع من ذي الحجة على كرامات متعددة وإحداث ففي تلك الليلة أستشهد الامام مسلم أبن عقيل (ع) وهاني ابن عروه في سنة 60 للهجرة كما ذكر الأمام الصادق (ع) بأن ليلة التاسع من ذي الحجة هي نفس الليلة التي ولد فيها نبي الله عيسى ابن مريم (ع) كما ذكر في كتاب مسار الشيعة، وفي نفس الليلة ولد نبي الله إبراهيم الخليل (ع)، كما جاء في كتاب الكفعمي وفي نفس تلك الليلة أمر الله الرسول الكريم (ص) بسد أبواب المسجد الا باب فاطمة وعلي من خلال ما جاء في الايه الشريفة (وطهر مسجدك).
حدثني محمد بن عبد المؤمن رحمه الله، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن محمد ابن جعفر بن إسماعيل العبدي ، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة كتب الله له الف الف حجة مع القائم ، والف الف عمرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وعتق الف الف نسمة ، وحملان الف الف فرس في سبيل الله، وسماه الله عز وجل: عبدي الصديق امن بوعدي ، وقالت الملائكة: فلان صديق زكاه الله من فوق عرشه وسمي في الأرض كروبا، وغيرها من الروايات.
هذه الروايات تبين ان من زار الامام الحسين عليه السلام في يوم عرفة يكتب له الف الف حجة مع القائم عليه السلام والف عمرة مع الرسول صلى الله عليه واله وسلم .
لذا ينبغي الحرص كل الحرص على زيارة الامام الحسين عليه السلام في يوم عرفة والدعاء تحت قبته الشريفة حيث يستجاب الدعاء تحتها ولاتنسوا شيعة اهل البيت عليهم السلام في الدعاء والدعاء بالفرج للامام المهدي عليه السلام