ورد عن رسول الله (صلی الله عليه وآله) أنَّ هناك ذنوبا لا تغفر إلا بالوقوف فيها، ولقد دعا الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا المكان بالدعاء المعروف بدعاء عرفة.
موقع عرفات على الخريطة
عرفات هي عبارة عن أرض واسعة تبعد عن مكة من جهة الشرق بحوالي 23 كم، وتبلغ مساحتها 18 كم2، ويقع شمال شرق عرفات جبل الرحمة، ويُطلق عليه جبل عرفات أيضاً، ولا تعتبر هذه الأرض من الناحية الفقهية جزءً من الحرم المكي، وعلى رغم ذلك كانت حدودها في مختلف الأزمنة التاريخية معينة بالعلائم واللافتات، وهي المكان الذي أقامت فيه قبيلة جرهم، وذلك بعدما أتى نبي الله إبراهيم (عليه السلام) بزوجته هاجر وإبنه إسماعيل (عليه السلام) إلى أرض مكة، ولقد أشار بعض الجغرافيين القدامى أنها كانت عبارة عن قرية صغيرة.
أسباب التسمية
بناءً على ماذكره المؤرخ والباحث محمد بن عبد الرحمن السخاوي في القرن العاشر الهجري، إنَّ عرفات مثل كلمة قصبات (وهي جمع قصبة بمعنى القرية)، وعلى هذا فيكون كل جزء من هذه الأرض يُسمى عرفة، وعرفات يُطلق على جميع هذه الأرض.
وبناءً على بعض الروايات، حينما قام جبرئيل بتعليم النبي إبراهيم مناسك الحج في عرفات، قال له: "أعرفْتَ مناسكك؟"، فردّ عليه إبراهيم: نعم، ومن هنا سُمّي هذا المكان بعرفة أو عرفات، وقيل سميت بهذا الاسم؛ لأن المسلمين يعترفون فيها بذنوبهم، ويستغفرون الله.
وقد ورد ذكر عرفات في الآية 198 من سورة البقرة، وذلك في ضمن بيان أحكام الحج وآدابه: ﴿لَیسَ عَلَیکمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّکمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْکرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْکرُوهُ کما هَداکمْ وَإِنْ کنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّین﴾.
أهمية عرفات
تُعتبر عرفات من الأماكن المقدسة في الإسلام، ولها صلة وثيقة بفريضة الحج، حيث الوقوف فيها من واجبات حج التمتع، أو من أركانه، ويجب الحضور فيها من وقت زوال الشمس في يوم عرفة (وهو اليوم التاسع من ذي الحجة) إلى وقت غروب الشمس.
وكان أهل مكة قبل الإسلام يتركون الوقوف بعرفات، وكانوا يقولون نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه، وقد وردت بعض الروايات ، أنَّ رسول الله (صلی الله عليه وآله) كان يقف في عرفات في وقت الحج، قبل أن يبعث بالرسالة.
وبناءً على الروايات التي وردت عن رسول الله (صلی الله عليه وآله)، أنَّ الله تعالى في غروب يوم عرفة يباهي ملائكته بالذين وقفوا في عرفات، ويغفر جميع ذنوبهم، وقد ورد عنه (صلی الله عليه وآله) أنَّ هناك ذنوبا لا تغفر إلا بالوقوف بعرفات، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) وأعظم الناس جرما من أهل عرفات الذي ينصرف من عرفات وهو يظن أنه لم يغفر له.
وقد ذكرت الروايات التي تحدثت عن دحو الأرض، أنَّ هذه البقعة وقع عليها دحو الأرض كما وقع لمكة ومنى، ولقد دعا الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا المكان بالدعاء المعروف (بدعاء عرفة).