لماذا سمي هذا اليوم بهذا الإسم، يوم التروية، فقد وردت في الجواب عن ذلك ثلاثة توضيحات يوردها أكثر المصادر الفقهية والحديثية، ويكتفي البعض بذكر أحدها، وهو مايرويه الحلبي عن الإمام الصادق عليه السلام، وقد سأله: فلم سميت التروية ؟ قال” عليه السلام".." لأنه لم يكن بعرفات ماء، وإنما كانوا يحملون الماء من مكة، فكان ينادي بعضهم بعضا ترويتم؟ فسميت التروية (1)."
قال الشهيد الثاني:
يوم التروية، وهو الثامن من ذي الحجة، سمي بذلك لأن الحاج كان يتروى الماء لعرفة من مكة إذ لم يكن بها ماء كاليوم، فكان بعضهم يقول لبعض : ترويتم لتخرجوا، أي إلى عرفة(2).
وقد أورد الفقيه الكبير الشيخ يوسف البحراني، تفاصيل هامة مرويةً عن الإمام الصادق عليه السلام.
* قال الشيخ:
وروى في المحاسن أيضا في الصحيح أو الحسن عن ".." أبي عبد الله عليه السلام، قال:
" سميت التروية لأن جبرئيل أتى إبراهيم يوم التروية فقال: يا ابراهيم ارتو من الماء لك ولأهلك. ولم يكن بين مكة وعرفات ماء، ثم مضى به إلى الموقف فقال له: اعترف واعرف مناسكك. فلذلك سميت عرفة. ثم قال له: ازدلف إلى المشعر الحرام فسميت المزدلفة".
أضاف الشيخ البحراني:
وروى في الكافي عن أبي بصير" أنه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يذكران أنه لما كان يوم التروية قال جبرئيل لإبراهيم: تروه من الماء. فسميت التروية. ثم اتى منى فأباته بها. ثم غدا به إلى عرفات فضرب خِباءه بنَمِرَة دون عرفة فبنى مسجداً بأحجار بيض، وكان يعرف أثر مسجد إبراهيم حتى أدخل في هذا المسجد الذي بنمرة. إلى آخر الحديث، وهو طويل يتضمن قضية ذبح اسماعيل . (3)
ولامنافاة كما لايخفى بين أن يكون جبرئيل قال ذلك لإبراهيم عليه السلام، وبين أن يكون ذلك ما درج عليه الناس استعداداً ليوم عرفة.
الهوامش
(1)الشيخ ابن إدريس الحلي، السرائر3/561، والعلامة الحلي، منتهى المطلب2/714”ط.ق”.
(2) الشهيد الثاني، شرح اللمعة2/269.
(3)المحقق البحراني،الحدائق الناضرة16/350 وتجد الرواية في الكافي4/207-208