وعانى غريغ غارفيلد وعشرات من أصدقائه، الإصابة بفيروس كورونا أثناء رحلة للتزلج في إيطاليا في فبراير الماضي، قبل أن ينتشر الوباء لاحقا في الولايات المتحدة.
وبعد عودته إلى بلاده، أثبتت الفحوص أن حالة غارفيلد الأسوأ في المجموعة، وتم إدخاله إلى المستشفى في مركز بروفيدنس سانت جوزيف الطبي في لوس أنجلوس، ليصبح أول مريض بـ"كوفيد 19" يدخل للمستشفى.
وفي غضون 48 ساعة من وصوله، تدهورت حالة غارفيلد بشكل كبير وتم وضعه على جهاز للتنفس الاصطناعي، ورجح الأطباء حينها أن فرص بقائه على قيد الحياة لا تتجاوز 1 بالمئة، وفق ما ذكرت محطة "كي تي أل أيه" التلفزيونية الأميركية.
غارفيلد، الذي يعد واحدا من أوائل المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة، الذين يعرفون باسم "المريض صفر"، أصيب بعدد من المضاعفات ناتجة عن الضرر الذي أصاب جهازه التنفسي، من بينها الانسداد الرئوي وانفجار الرئتين وظهور النتوءات عليهما، فضلا عن الفشل الكلوي والكبدي.
وأمضى غارفيلد ما مجموعه 64 يوما في المستشفى، بما في ذلك 31 يوما تحت جهاز التنفس الاصطناعي، قبل أن يخرج في أوائل مايو الماضي.
وقال الطبيب المعالج دانيال ديا إن شفاء غارفيلد وتعافيه شبه الكامل وعودته إلى منزله في 8 مايو الماضي، كان "أمرا مذهلا".
لكنه أوضح أن غارفيلد سيتحمل بعض المشكلات الناجمة عن الإصابة بالمرض مدى الحياة، بعد أن خضع لبتر أصابع في كلتا اليدين، وهو التحدي الوحيد الذي يواجهه جسديا.
وفقد غارفيلد جميع أصابع يده اليمنى، فيما أزيلت معظم أصابع اليد اليسرى.
وأوضح الطبيب ديفيد كولبر، من مركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجلوس، إن عمليات البتر كانت نتيجة تأثير الفيروس على تدفق الدم في جسم غارفيلد.
وقال كولبر: "إن كوفيد 19 له تأثير على مجرى الدم داخل الأوعية الدموية، لذلك فهو يؤثر في الواقع على تدفقه. لهذا السبب أصيب بعض الشباب بسكتات دماغية، ولهذا السبب أيضا أصبح منع تخثر الدم علاجا مهما للمصابين بالفيروس".
وكانت دراسات طبية سابقة أشارت إلى أن فيروس كورونا يؤدي إلى حدوث جلطات في الدم، تعوق مروره إلى بعض الأعضاء مما يجعلها عرضة للتعفن.