وبلغت ذروتها مع مطالبة مايك بومبيو بتشكيل "تحالف للدول الديمقراطيّة"موجِّها دعوة لروسيا بالانضِمام إليه لمواجهة الصين.
إدارة الرئيس ترامب كانت البادِئة بإشعال فتيل حرب القنصليّات عندما أصدرت قرارا بإغلاق القنصليّة الصينيّة في هيوستن بولاية تكساس، فبادرت الصين فورا إلى إصدار أمر إغلاق القنصليّة الأمريكيّة في مدينة شينغدو.
ملفّات الأزمات التي تتمحور حولها الخلافات المتصاعدة بين القوّتين العظميين المتنافسين ابتداءً من الحرب التجاريّة ومرورا بالقانون الصيني للأمن الوطني في هونغ كونغ، وانتهاء باتّهام الصين بنشر فيروس الكورونا، تهدد بإجراءات انتقاميّة أكثر أهميّة وخُطورة قد تصل إلى مواجهات عسكريّة محدودة أو موسعة إذا لم يتم تطويقها بالسّرعة المطلوبة.
قبل أسبوعين كادت أن تحدث مواجهة في بحر الصين الجنوبي الذي تدّعي الصين أنّه جزء من مياهها القومية، عندما أجرت الولايات المتحدة مناورات عسكرية حشدت فيها حاملات طائرات، وغواصات، ومنظومات نوويّة ردًّا على مناورة صينيّة مماثلة كانت جوهرها استعراض صواريخ على حمل رؤوس تقليديّة ونوويّة يُمكن استخدامها في تدمير حاملات الطائرات والقواعد الأمريكيّة في غوام في المحيط الهادي.
مجلة “فورين أفيرز” الفصليّة الأمريكيّة الأكاديميّة قالت إنّ النظام العالمي الذي تبلور بعد الحرب العالمية الثانية دخل مرحلة الانهِيار، وبات العالم بلا قِيادة، ووجهت اللوم إلى إدارة الرئيس ترامب وشِعارها "أمريكا أوّلًا"، وتمزيقها لاستِقرار العالم وأمنه بإضعاف الرئيس الأمريكي لحلف الناتو، وتفكيك الاتّحاد الأوروبي والانسحاب من منظّمات الأمم المتحدة، وإزالته القيم الليبراليّة وحُقوق الإنسان والديمقراطيّة من قلب السياسة الخارجيّة الأمريكيّة.
هذه الحُروب الباردة الأمريكيّة على الصين تَعكِس اعترافًا بالخوف والقلَق من صُعودها السرّي إلى عرش القمّة العالميّة، وعدم القُدرة التامّة على مُواجهتها، ولذلك يَحبِس العالم أنفاسه من النّتائج المُدمّرة التي قد تَنتُج عن هذا التخبّط، خاصّة أنّ روسيا لم تكتفِ من رفض دعوة بومبيو للانضِمام إلى التحالف الدولي للديمقراطيّة بل سخرت منه، وأكّدت تمسّكها بالوقوف إلى جانب الحليف الصيني، ممّا يعني أنّ حالة الإحباط الأمريكيّة ستزداد تفاقمًا.
"رأي اليوم"