في مساء أمس الخميس تعرضت طائرة ركاب مدنية إيرانية تابعة لشركة "ماهان" متجهة الى لبنان لمضايقة مقاتلتين امريكيتين في منطقة "التنف" بالأجواء السورية، وبحسب شهود عيان ممن كانوا على متن الطائرة اكدوا ان المقاتلتين اقتربتا من الطائرة لدرجة كبيرة ما اضطر قائد الطائرة الى خفض مستوى التحليق بشكل سريع ما ادى الى اصابة عدد من الركاب بجروح وحالة من الهلع والخوف الشديدين.
لم يكن في جعبة الادارة الامريكية للتغطية على ارهابها بحق المدنيين، سوى انها ادعت على لسان مسؤولها في تصريح لوكالة "رويترز"، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أن مقاتلة أميركية واحدة من طراز "إف-15" دخلت مجال رؤية طائرة الركاب الإيرانية، ولكنها ظلت على مسافة آمنة. وتبعه تصريح وصف بالمثير للسخرية قالت القيادة الأميركية الوسطى إن المقاتلة اعترضت طائرة ركاب إيرانية في الأجواء السورية للتأكد من هويتها، ولضمان أمن وسلامة قوات التحالف في قاعدة التنف، وانها إعادت فتح الطريق للطائرة الإيرانية بعد الاعتراض، الذي وصفته بالمهني، وتم وفق المعايير الدولية المتبعة.
مهني ووفق المعايير الصهيونية اخطأت القيادة الأميركية الوسطى بالوصف التي اعتادت على القتل والترويع فلم يمض ايام على اخر عدوان لها على الاراضي السورية استهدف محيط مطار دمشق الدولي والتي ادت الى استشهاد احد مجاهدي المقاومة الاسلامية في لبنان علي كامل محسن (جواد) وما سبقه من غارات على منازل المدنيين الامنيين واستهدافها لحماة العرض جنود الجيش السوري.
وفي ردها على الحادثة قالت وزارة الخارجية الإيرانية، بحكمتها المعهودة إنها ستدرس تفاصيل حادثة الطائرة المدنية لاتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية بعد اكتمال المعلومات بشأنها، مضيفة أنها أبلغت السفارة السويسرية في طهران راعية المصالح الأمريكية، أن واشنطن تتحمل مسؤولية أي حادث تتعرض له الطائرة أثناء عودتها إلى إيران. وأفادت بأنها أبلغت مندوب إيران في الأمم المتحدة مجيد روانتشي، الذي بدوره أعلم الأمين العام أنطونيو غوتيريش بأن الولايات المتحدة مسؤولة عن أي حادثة تتعرض لها الطائرة أثناء رجوعها أدراجها إلى العاصمة.
وبعدها اعلنت ممثلية ايران لدى منظمة الامم المتحدة انها سترفع قريبا شكوى الى مجلس الامن الدولي والامين العام لمنظمة الامم المتحدة تعلن فيها احتجاجها على التعرض لطائرة الركاب التابعة لشركة "ماهان" للطيران الايراني من قبل مقاتلتين في الاجواء السورية.
وبينما كانت امريكا تمارس ارهابها بحق الطائرة المدنية وركابها كان سفير ومندوب ايران الدائم لدى منظمة الامم المتحدة "مجيد تخت روانجي" خلال كلمة له باجتماع مجلس الامن الدولي الذي عقد تحت عنوان " غرب اسيا والحل السياسي في سوريا"، يدين الحظر احادي الجانب الذي تفرضه امريكا على سوريا، واصفا اياه بانه "مدعاة للخجل"؛ مؤكدا انه ينبغي على جيمع القوات الاجنبية المتواجدة في سوريا دون تصريح الحكومة السورية ان تغادر اراضي هذا البلد.
كما وشدد تخت روانجي، في كلمته على ان "الهجمات العسكرية الاسرائيلية ضد سوريا تسببت في زعزعة الاستقرار وانتهاك سيادة و وحدة الاراضي في هذا البلد، وضرورة التعاون من اجل القضاء على الجماعات الارهابية المحددة من قبل منظمة الامم المتحدة"، مجددا التاكيد على رعاية كامل السيادة والاستقلال السياسي و وحدة الاراضي السورية.
وتعيد هذه الحادثة الى الاذهان الجريمة الاميركية التي ارتكبتها الولايات المتحدة باسقاط الطائرة المدنية الايرانية عام 1988 فوق مياه الخليج الفارسي والتي كانت تحمل على متنها اكثر من ثلاثمئة راكب، ما يكشف بوضوح عن ان السياسة الاميركية المخالفة للقوانين الدولية في استهداف المدنيين وترويعهم لم تتغير.