ووصف الباحثون كل برنامج بأنه آمن ومقبول بشكل عام، ويدعم المزيد من الاختبارات لكل جرعة.
وكشفت التقارير عن نجاح الاختبارات السريرية للقاح طورته جامعة "سيتشينوف" في العاصمة الروسية موسكو، على عدد من المتطوعين، حيث كشف ألكسندر لوكاشيف، مدير معهد علم الطفيليات الطبية والأمراض المدارية والمنقولة في الجامعة، أن التجارب أثبتت أمان اللقاح بشكل يتوافق مع أمان اللقاحات الموجودة حاليا في السوق.
وبانتهاء هذه التجارب يكون اللقاح وفقا للعديد من وسائل الإعلام أول لقاح في العالم يكمل التجارب البشرية.
كما قال النائب الأول لوزير الدفاع الروسي، روسلان تساليكوف، إن أول لقاح روسي ضد كوفيد-19، الذي شارك في تصميمه وإنتاجه مختصون عسكريون وعلماء من مركز "غيمالي" للبحوث، بات جاهزا.
وكشف أن كل المتطوعين الذين شاركوا في اختبار اللقاح بخير، وحصلوا على المناعة ضد الفيروس.
وقبل ذلك، ذكر المكتب الصحفي لوزارة الدفاع، أن وثائق تسجيل اللقاح المذكور قُدمت إلى وزارة الصحة الروسية في 30 يونيو الماضي. وبعد الحصول على الترخيص، بدأت الاختبارات السريرية للقاح السائل والجاف، الذي صممه مركز "غيمالي" بالتعاون مع "معهد البحوث العلمي المركزي رقم 48"، التابع لوزارة الدفاع.
وحقق لقاح مفترض لفيروس كورونا، ابتكره باحثون في جامعة "أكسفورد" البريطانية، نجاحا في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، التي أظهرت علامات الفعالية والأمان.
وجاء في مقال لمؤلفي اللقاح نشرته الاثنين، المجلة الطبية البريطانية "لانسيت": "هناك نتائج مشجعة تشير إلى سلامة الدواء".
وأضاف المقال: "لم تكن هناك آثار جانبية خطيرة، وقد لوحظ حدوث انقلاب لدى أمصال أكثر من 96 % من المشاركين في الدراسة، حيث تم إنتاج الأجسام المضادة المعادلة في 85 % منهم. وكان لدى 90% من المشاركين استجابة الخلايا التائية اللمفاوية في الجسم".
وأصبحت AstraZeneca هي الأحدث التي تنشر البيانات البشرية المبكرة، حيث نشرت يوم الاثنين أول نتائجها السريرية في Lancet. وأُعطي اللقاح المحتمل لـ 543 متطوعا.
ولكن خضع بضع عشرات فقط لاختبار تحييد الأجسام المضادة، وهي البروتينات التي تحارب الفيروسات والتي تلعب دورا حاسما في الاستجابة المناعية للجسم. وبعد شهر من تلقي جرعة من اللقاح، كان لدى 32 من 35 شخصا هذه البروتينات.
كما جرب 10 متطوعين نظاما من جرعتين تضمن حقنة تقوية. وسجل جميع الأشخاص العشرة وجود الأجسام المضادة المحايدة، وأكد الباحثون المشاركون في دراسة اللقاح، هذه النتائج المحدودة.
وقال أندرو بولارد، المعد المشارك في التجربة: "رأينا أقوى استجابة مناعية لدى المشاركين الذين تلقوا جرعتين من اللقاح، ما يشير إلى أنها قد تكون استراتيجية جيدة للتطعيم".
وفي مكالمة يوم الاثنين مع الصحفيين، قال مسؤولون تنفيذيون في الشركة، إن AstraZeneca قد تعطي الأولوية لاختبار نظام الجرعتين في تجارب المرحلة المتأخرة.
ولم يذكر الباحثون أي آثار جانبية خطيرة من اللقاح، ولكن 70% من المتطوعين الذين تم تطعيمهم، عانوا من الإرهاق، و68% عانوا من الصداع، وهي معدلات أعلى من المجموعة الضابطة التي أعطيت لقاح التهاب السحايا. وتشمل الآثار الجانبية الشائعة الأخرى آلام العضلات والضيق والرعشة والحمى.
واقتصرت الدراسة على الشباب والأصحاء. وكان متوسط العمر 35، و91% من المتطوعين من الأشخاص ذوي البشرة البيضاء.
وقالت أستاذة جامعة أكسفورد، سارة غيلبرت، في بيان يوم الاثنين: "ما زال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، قبل أن نؤكد ما إذا كان لقاحنا سيساعد في إدارة جائحة "كوفيد-19"، ولكن هذه النتائج المبكرة تبشر بالخير".
- النتائج المبكرة الإيجابية لا تحدد ما إذا كان اللقاح يعمل أم لا!
ليس من الواضح ما هو مستوى الاستجابة المناعية الذي سيحمي الناس من الفيروس. وتجري الآن تجارب واسعة النطاق، تضم عشرات الآلاف من الأشخاص، لاختبار لقاح AstraZeneca في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل.
وقال باسكال سوريوت، الرئيس التنفيذي لـ AstraZeneca إن شركة الأدوية البريطانية تهدف إلى بدء تجربة تضم 30 ألف شخص في الولايات المتحدة، في أواخر يوليو أو أوائل أغسطس. ومن المرجح أن تكون دراسة المملكة المتحدة أول تجربة تعطي نتائج الفعالية، حيث يقدر سوريوت أن التجربة ستطلق نتائج هذا الخريف، وربما في وقت مبكر من سبتمبر.
وستحدد هذه الاختبارات النهائية ما إذا كان اللقاح يستطيع بالفعل منع العدوى أو المرض، ومقارنة المتطوعين المُلقحين ضد مجموعة تتلقى علاجا وهميا.
وتخطط "مودرنا" لبدء المرحلة النهائية من الاختبار في 27 يوليو، وقال مسؤولون تنفيذيون في Pfizer إنهم يأملون أيضا في بدء دراستها المحورية هذا الشهر. وتهدف اللقاحات المرشحة الإضافية، بقيادة جونسون آند جونسون ونوفافاكس، إلى بدء تجارب الفعالية الكبيرة هذا الخريف.
وتتبع جميع هذه البرامج جدولا زمنيا غير مسبوق في تطوير اللقاحات. وعادة ما يستغرق صنع اللقاح عدة سنوات. وبالنظر إلى شدة الوباء، يعمل صانعو الأدوية عن كثب مع حكومات العالم لضغط الوقت في هذه العملية إلى أشهر.